السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٢٠
بالذي عاهدتهم عليه ولكن شأنك بسلب صاحبك ومن ثم قال فقهاؤونا يجوز رد المسلم إلى الطالب له من غير عشيرته إذا قدر على قهر الطالب والهرب منه وعند ذلك ذهب أبو بصير رضي الله عنه إلى محل من طريق الشام تمر به عيرات قريش واجتمع اليه جمع من المسلمين الذين كانوا احتبسوا بمكة أي إنهم لما بلغهم خبره رضي الله عنه أي وأنه صلى الله عليه وسلم قال في حقه ويل أمه مسعر حرب أي لو كان معه رجال صاروا يتسللون اليه وانفلت أبو جندل بن سهيل بن عمرو رضي الله عنهما الذي رده يوم الحديبية وخرج من مكة في سبعين فارسا أسلموا فلحقوا بأبي بصير وكرهوا أن يقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك المدة التي هي زمن الهدنة أي خوف أن يردهم إلى أهليهم وانضم إليهم ناس من غفار وأسلم وجهينة وطوائف من العرب ممن أسلم حتى بلغوا ثلاثمائة مقاتل فقطعوا مادة قريش لا يظفرون بأحد منهم إلا قتلوه ولا تمر بهم عير إلا أخذوها حتى كتبت قريش له صلى الله عليه وسلم تساله بالأرحام إلا آواهم ولا حاجة لهم بهم وفي رواية أن قريشا أرسلت أبا سفيان بن حرب رضي الله عنه في ذلك وأن قريشا قالوا إنا أسقطنا هذا الشرط من الشروط من جاء منهم إليك فأمسكه في غير حرج أي وفي لفظ من أتاه فهو آمن فإنا أسقطنا هذا الشرط فإن هؤلاء الركب قد فتحوا علينا بابا لا يصلح إقراره فكتب رسول صلى الله عليه وسلم إلى أبي جندل وإلى أبي بصير رضي الله عنهما أن يقدما عليه وأن من معهما من المسلمين يلحقوا ببلادهم وأهليهم ولا يتعرضوا لاحد مر بهم من قريش ولا لعيراتهم فقدم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما وأبو بصير رضي الله عنه يموت فمات وكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده يقرؤه فدفنه أبو جندل رضي الله عنه مكانه وجعل عند قبره مسجدا وقدم أبو جندل رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ناس من أصحابه ورجع باقيهم إلى أهليهم وأمنت قريش على عيراتهم وعلمت أصحابه صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم الذين عسر عليم رد أبي جندل إلى قريش مع أبيه سهيل بن عمرو أن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير مما احبوه وأن رأيه صلى الله عليه وسلم أفضل من رأيهم وعملوا بعد ذلك ن مصالحته صلى الله عليه وسلم كانت أولى لأنها كانت
(٧٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 715 716 717 718 719 720 721 722 723 724 725 ... » »»