الله محمد رسول الله أي بالسواد ولعله محمل قول بعضهم كان له صلى الله عليه وسلم لواء أغبر وربما كان من خز بعض نسائه فقال علي كرم الله وجهه يا رسول الله إني أرمد كما ترى لا أبصر موضع قدمي فتفل صلى الله عليه وسلم وفي لفظ بصق في عينيه أي بعد أن وضع رأسه في حجره وفي لفظ فتفل في كفه وفتح له عينيه فدلكهما فبرأ حتى كأن لم يكن بهما وجع قال علي رضي الله عنه فما رمدت بعد يومئذ وفي لفظ ما رمدت ولا صدعت وفي لفظ فا اشتكيتهما حتى الساعة وفي هذا السياق لطيفة وهي أن من طلب شيئا أو تعرض لطلبه يحرمه غالبا وأن من لم يطلب شيئا ولم يتعرض لطلبه ربما وصل إليه وقد أشار إلى ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله رحم الله أخي يوسف لو لم يقل اجعلني على خزائن الأرض لاستعمله من ساعته ولكن لأجل سؤاله إياه ذلك آخر عنه سنة أي وبعد السنة دعاه الملك وتوجه ورداه وقلده بسيفه وأمر له بسرير من ذهب مكلل بالدر والياقوت وضرب له عليه حلة من إستبرق وفوض إليه أمر مصر وقد قيل لو وقعت قلنسوة من السماء لا تقع إلا على رأس من لا يريدها زاد في رواية عن علي كرم الله وجهه أنه صلى الله عليه وسلم دعا له بقوله اللهم اكفه الحر والبرد قال علي كرم الله وجهه فما وجدت بعد ذلك اليوم لا حرا ولا بردا أي فكان يلبس في الحر الشديد القباء المحشو الثخين ويلبس في البرد الشديد الثوبين الخفيفين وفي لفظ الثوب الخفيف فلا يبالي بالبرد وقد يخالف ذلك ما حكاه بعضهم قال دخل رجل على علي كرم الله وجهه وهو يرعد تحت سمل قطيفة أي قطيفة خلقة فقال يا أمير المؤمنين إن الله جعل لك في هذا المال نصيبا وأنت تصنع بنفسك هكذا فقال والله لا أرزؤكم من مالكم وإنها لقطيفتي التي خرجت بها من المدينة وقد يقال لا مخالفة لأنه يجوز أن تكون رعدته رضي الله عنه ليست من البرد خلاف ما ظنه السائل لجواز أن تكون لحمي اصابته في ذلك الوقت وقد أشار إلى التفل صاحب الهمزية رضي الله تعالى عنه بقوله * وعلي لما تفلت بعيني * ه وكلتاهما معا رمداءا * فغدا ناظرا بعيني عقاب * في غزاة لها العقاب لواء *
(٧٣٥)