السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٤١٥
5 أي وفي بعض السير ان الصديق قال لولده عبد الرحمن يوم بدر وهو مع المشركين لم يسلم أين مالي يا خبيث فقال له عبد الرحمن كلاما معناه لم يبق الا عدة الحرب التي هي السلاح وفرس سريعة الجرى وجنان يقاتل عليه شيوخ الضلال أي وهذا يدل على أن الصديق رضى الله تعالى عنه ترك مالا عند أهله لما هاجر وهو قد يخالف ما تقدم عن ابنته أسماء من قولها ان أبا بكر ارسل ابنه عبد الله فحمل ماله وكان خمسة آلاف درهم إلى الغار فدخل علينا جدي أبو قحافة الحديث ولعل ماله الذي عناه الصديق ما كان من نحو أمتعة وبعض مواشي لا النقد فلا مخالفة ويروى عن ابن مسعود ان الصديق رضى الله تعالى عنه دعا ابنه يعنى عبد الرحمن يوم أحد إلى البزار فقال له النبي صلى الله عليه وسلم متعنا بنفسك اما علمت أنك مني بمنزلة سمعي وبصري فانزل الله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) * ولا مانع من التعدد حتى في نزول الآية لكن يبعد نزولها في أحد أيضا كون أبي بكر يدعو للمبارزة بعد نزولها أولا في بدر ثم رأيت ابن ظفر قال في الينبوع انه لم يثبت ان أبا بكر دعا ابنه للمبارزة وانما هو شئ ذكر في كتب التفسير فانزل الله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) * فالآية مدنية لا مكية وبه يرد ما ذكر ان سببها ان أبا بكر سمع والده ابا قحافة يذكر النبي صلى الله عليه وسلم بشر فلطمه لطمة سقط منها فأخبر أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم فقال له لا تعد لمثلها فقال والله لو حضرني السيف لقتلته به وفي كلام الزمخشري ان عبد الرحمن اسلم في هدنة الحديبية وهاجر إلى المدينة ومات سنة ثلاث وخمسين بمحل بينه وبين مكة ستة أميال وحمل على أعناق الرجال إلى مكة وقدمت أخته عائشة رضى الله تعالى عنها من المدينة فأتت قبره فصلت عليه أي وفي هذا اليوم الذي هو يوم بدر قتل أبو عبيدة بن الجراح أباه وكان مشركا فان أباه قصده ليقتله فولى عنه أبو عبيدة لينكف عنه فلم ينكف عنه فرجع عليه وقتله وانزل الله تعالى * (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) * الآية وعن عبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنه لقد لقيت أمية بن خلف وكان
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»