السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٤١٨
رأسه وأزيل عن جثته انظروا إلى اثر جرح في ركبته فاني ازدحمت يوما انا وهو على مائدة لعبد الله بن جدعان ونحن غلامان وكنت اسن منه أي أكبر منه بيسير فدفعته فوقع على ركبتيه فجحش أي خدش على أحديهما جحشا لم يزل اثره به أي ولعل هذا هو محمل قول بعضهم انه صلى الله عليه وسلم صارع أبا جهل فإنه لم يصح انه صارعه ولعل هذا الأثر هو الذي عناه ابن مسعود رضى الله تعالى عنه بقوله لما قتلت أبا جهل لعنه الله وقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم قتلت أبا جهل فقال لي عقيل وهو أسير عند النبي صلى الله عليه وسلم كذبت ما قتلته فقلت له بل أنت الكذاب الآثم يا عدو الله قد والله قتلته قال فما علامته قلت إن بفخذه حلقة كحلقة الجمل المحلق قال صدقت وكان أبو جهل قد استفتح أي طلب الحكم على نفسه لأنه لما دنا القوم بعضهم من بعض قال اللهم اقطعنا للرحم اتيانا بما لا نعرف فأحنه أي أهلكه العداة أي زاد بعضهم اللهم من كان أحب إليك وارضى عندك وفي لفظ اللهم أولانا بالحق فانصره اليوم فانزل الله تعالى * (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) * أقول كون أبي جهل طلب الحكم على نفسه واضح لو سكت عن قوله واتيانا بما لا نعرف إذ هو نص فيه صلى الله عليه وسلم وفي تفسير سهل ان أبا جهل قال يوم بدر اللهم انصر أفضل الدينين عندك وارضاهما لك أي وفي رواية اللهم انصر خير الدينين اللهم ديننا القديم ودين محمد الحادث فنزل * (إن تستفتحوا) * يعنى تستنصروا * (فقد جاءكم الفتح) * وفي أسباب النزول للواحدي ان المشركين حين أرادوا الخروج من مكة اخذوا بأستار الكعبة وقالوا اللهم انصر أعلى الجندين واهدى الفئتين وأكرم الحزبين وأفضل الدينين فانزل الله تعالى الآية وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يستفتح بصعاليك المهاجرين والله أعلم قال معاذ بن عمرو بن الجموح رأيت أبا جهل وقد أحاطوا به وهم يقولون أبو الحكم لا يخلص اليه فلما سمعتها عمدت نحوه وحملت عليه فضربته ضربة اطنت قدمه بنصف ساقه أي أسرعت قطعه فوالله ما شبهتها حين طاحت الا بالنواة تطيح من تحت مرضخة النوى والمرضخة بالخاء المعجمة وبالمهملة وقيل الرضخ بالمعجمة كسر الرطب وبالمهملة كسر اليابس وضربني ابنه أي عكرمة رضى الله تعالى عنه فإنه اسلم بعد ذلك على عاتقي فطرح يدي فتعلقت بجلدة من جسمي واجهضني القتال أي
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»