صديقا لي في الجاهلية ومعه أي مع أمية ابنه علي أي اخذ بيده وكان علي ممن اسلم والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل ان يهاجر رففتنهم أقاربهم عن الاسلام ورجعوا عنه وماتوا على كفرهم وانزل الله تعالى فيهم * (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم) * الآية أي وهم الحرث بن ربيعة وأبو قيس بن الفاكه وأبو قيس بن الوليد والعاص ابن منبه وعلي بن أمية المذكور وفي السيرة الهشامية وذلك انهم كانوا اسلموا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حبستهم اباؤهم وعشيرتهم بمكة وفتنوهم فافتتنوا أي رجعوا عن الاسلام ثم ساروا مع قومهم إلى بدر فأصيبوا جميعا وسياقه كما ترى يقتضى انهم لم يرجعوا إلى الكفر الا بعد الهجرة وسياق ما قبله ربما يقتضى انهم رجعوا إلى الكفر قبل ان يهاجر صلى الله عليه وسلم قال عبد الرحمن بن عوف وكان معي ادراع استلبتها أي فانا احملها فلما رآني أمية ناداني باسمي الأول يا عبد عمرو فلم أجبه لأنه كان قال لي لما سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن أترغب عن اسم سماك به أبوك فقلت نعم قال الرحمن لا اعرفه ولكني اسميك بعبد الاله كما تقدم فلما ناداني بعبدالاله قلت نعم أي وظاهر السياق يقتضى انه عرف انه المراد بذلك وانه ترك اجابته قصدا حيث جعله عبدا للصنم ويحتمل وهو الأقرب أنه لم يجبه لعدم معرفته انه المراد بذلك الاسم لكونه هجر بالمرة فلما ناداه أمية بما ذكر عرفه وعرف انه المراد بذلك لما ذكر وعند ذلك قال له أمية هل لك في فأنا خير لك من هذه الادراع التي معك قلت نعم فطرحت الادراع من يدي واخذت بيده وبيد ابنه علي وهو يقول ما رأيت كاليوم قط ثم قال لي يا عبدالاله من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره أي كانت في درعه بحيال صدره قلت ذاك حمزة بن عبد المطلب قال ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل وقيل قائل ذلك ابنه ثم خرجت امشي بهما فوالله اني لاقودهما إذ رآه بلال معي وكان هو الذي يعذب بلالا بمكة على أن يترك الاسلام أي كما تقدم فقال بلال راس الكفر أمية بن خلف لا نجوت ان نجا فقلت أي بلال أفبأسيرى أي تفعل ذلك بهما قال لا نجوت ان نجا وكررت وكر ذلك ثم صرخ بأعلى صوته يا أنصار الله راس الكفر أمية بن خلف لا نجوت ان نجا وكرر ذلك فأحاطوا بنا
(٤١٦)