السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٤١٩
شغلني عنه فلقد قاتلت عامة يومي واني لاستحسها خلفي فلما آذتني وضعت عليها قدمي ثم تمطيت عليها حتى طرحتها في رواية انه جاء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصق عليها أي ولصقها فلصقت والى ذلك يشير الامام السبكي في تائيته لكن قال ابن عفراء ولا منافاة لجواز ان يكون معاذ بن عمرو بن الجموح بن عفراء وسيأتي ما يدل على ذلك بقوله * وبانت بهاكف بن عفرا فاشتكى * إليك فعادت بعد أحسن عودة * الا ان قوله بها يرجع لغزاة أحد وقد علمت أن ذلك انما هو ببدر واحتمال تكرر ذلك في أحد وفي بدر لشخص واحد بعيد الا ان يثبت النقل بذلك ثم مر بابي جهل وهو عقير معوذ بضم الميم وتشديد الواو مفتوحة ومكسورة ابن عفراء فضربه حتى اثبته وتركه وبه رمق أي وما جاء في بعض الروايات ضربه حتى برد بفتح الموحدة والراء والدال المهملة أي مات لا ينافيه لأنه يجو ان يكون المراد صار في حالة من مات بان صار إلى حركة المذبوح ومن ثم جاء في بعض الروايات حتى برك بالكاف بدل الدال أي سقط إلى الأرض أي إلى جنبه والا فقطع قدمه مع نصف ساقه لا يفضى غالبا ان يسقط إلى جنبه ومعوذ هذا لا زال يقاتل حتى قتل قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ورأيت أبا جهل بآخر رمق فعرفته فوضعت رجلي على عنقه ثم قلت له هل أخزاك الله يا عدو الله قال وبم اخزاني أعار على رجل قتلتموه أي ليس بعار على رجل قتلتموه وفي رواية اعمدمن رجل قتلتموه أي انا سيد رجل قتلتموه لان عميد القوم سيدهم أي فلا عار على في قتلكم إياي وجاء أنه قال لو غير أكار قتلني والاكار الزراع يعني الأنصار لأنهم كانوا أصحاب زرع أي لو كان الذي قتلني غير فلاح لكان أحب إلي وأعظم لشاني لم يكن على في ذلك نقص لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقى صعبا أخبرني لمن الدبرة أي النصرة والظفر اليوم زاد في رواية لنا أو علينا قلت لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الصحاح في دبر بالباء الموحدة والدبرة الهزيمة في القتال ومما يدل للأول ما تقدم من قول أبي جهل أخبرني على من كانت الدبر لنا أو علينا وفي مغازي ابن عقبة التي قال فيها مالك رضى الله تعالى عنه مغازي موسى بن عقبة أصح المغازي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على القتلى والتمس أبا جهل فلم يجده حتى عرف ذلك في وجهه ثم قال اللهم لا تعجزني فرعون هذه الأمة فسعى له الرجال حتى
(٤١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 ... » »»