السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٤١٠
0 وعن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما ان إبليس إذا مرت عليه الدهور وحصل له الهرم عاد ابن ثلاثين سنة وهذه النفخة التي هي نفخة الصعق مسبوقة بنفخة الفزع التي تفزع بها أهل السماوات والأرض فتكون الأرض كالسفينة في البحر تضر بها الأمواج وتسير الجبال كسير السحاب وتنشق السماء وتكسف الشمس ويخسف القمر وهي المعنية بقوله تعالى * (يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة) * وبقوله تعالى * (إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها) * الآية وقال تعالى * (ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله) * قيل وهم الشهداء فقد جاء ان الأموات يومئذ لا يعلمون بشئ من ذلك قلنا يا رسول الله فمن استثنى الله تعالى في قوله * (إلا من شاء الله) * قال أولئك الشهداء وانما يصل الفزع إلى الاحياء وهم احياء عند ربهم يرزقون وقاهم الله فزع ذلك اليوم وامنهم منه واقتصاره صلى الله عليه وسلم على ذكر الشهداء وسكوته عن الأنبياء لما هو معلوم من الأصل ان مقام الأنبياء ارقى من مقام الشهداء وان كان قد يوجد في المفضول مالا يوجد في الفاضل ومن ثم قيل الرزق خاص بالشهداء ومن ثم اختصوا بحرمة الصلاة عليهم ويقال انه كان مع المسلمين يوم بدر من مؤمني الجن سبعون أي لكن لم يثبت انهم قاتلوا فكانوا مجرد مدد ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خفق خفقة أي مالت رأسه من النعاس ثم انتبه فقال ابشر يا أبا بكر اتاك نصر الله هذا جبريل اخذ بعنا فرسه وفي لفظ اخذ برأس فرسه يقوده على ثناياه النقع أي الغبار وهو يقول اتاك نصر الله إذ دعوته أي وفي رواية ان جبريل عليه الصلاة والسلام اتى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما فرغ من بدر على فرس حمراء معقودة الناصية قد خضب الغبار ثنيته عليه درعه وقال يا محمد ان الله بعثني إليك وأمرني ان لا أفارقك حتى ترضى أرضيت أي ولا مانع من تعدد رؤيته صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه الصلاة والسلام وان هذه بعد تلك وان المرة الأولى مساقها يقتضى انها كانت مناما وان الغبار في المرة الثانية كان أكثر منه في المرة الأولى بحيث علا على ثناياه ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العريش إلى الناس فحرضهم وقال والذي
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»