السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٤١٣
نعم ذكر ابن سعد انه لما انهزم المشركون رؤى رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثرهم مصلتا السيف يتلو هذه الآية * (سيهزم الجمع ويولون الدبر) * وهذه الآية ذكر في الاتقان انها مما تأخر حكمه عن نزوله فإنها نزلت بمكة وكان ذلك يوم بدر فعن عمر رضى الله تعالى عنه قلت أي جمع فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثارهم مصلتا السيف يقول * (سيهزم الجمع ويولون الدبر) * فكانت ليوم بدر اخرجه الطبراني في الأوسط ولو قاتل صلى الله عليه وسلم لجرح أو قتل من قاتله ولو وقع ذلك لنقل لأنه مما تتوفر الدواعي على نقله وسيأتي في أحد عن النور انه صلى الله عليه وسلم لم يقتل بيده الشريفة قط أحد الا أبي بن خلف لا قبله ولا بعده والى رميه بالحصا أشار صاحب الهمزية بقوله * ورمى بالحصا فاقصد جيشا * ما العصا عنده ما الالقاء * ي ورمى صلى الله عليه وسلم بالحصا جيشا فأصابهم كلهم بها أي شئ القاء عصا موسى عليه الصلاة والسلام على حبال سحرة فرعون وعصيهم عند ذلك الحصى المرمى به لا يقاربه ذلك الالقاء ولا يدانيه لان ذاك وجد له نظير وهو القاء السحرة الحبال والعصى والرمي بالحصا لم يوجد له نظير أي وقال صلى الله عليه وسلم حينئذ من قتل قتيلا فله سلبه ومن أسر أسيرا فهو له كما في الامتاع فلما وضع القوم أيديهم يأسرون نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فوجد في وجهه الكراهية لما يصنع القوم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لكأنك يا سعد تكره ما يصنع القوم قال اجل والله يا رسول الله كانت أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك فكان الاثخان في القتل أي الاكثار منه والمبالغة فيه أحب إلى من استبقاء الرجال وذكر بعضهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه انكم قد عرفتم ان رجالا من بني هاشم وغيرهم قد اخرجوا اكراها لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقى منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله أي بل يأسره وذكر ابا البحتري بن هشام أي فقال من لقى ابا البحتري فلا يقتله أي لأنه كان ممن قام في نقض الصحيفة ونص على العباس بن عبد المطلب فقال أبو حذيفة رضى الله تعالى عنه أيقتل اباؤنا وابناؤنا واخواننا و عشيرتنا ويترك العباس أي لأنه تقدم ان أباه عتبة وعمه شيبة واخاه الوليد أول من قتل من الكفار
(٤١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 ... » »»