وجده ابن مسعود الحديث وفي الصحيحين عن انس رضى الله تعالى عنه لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ينظر لنا ما صنع أبو جهل فانطلق ابن مسعود رضى الله تعالى عنه فوجده قد ضربه ابن عفراء حتى برد ولمسلم برك أي وهو المراد من الأول كما تقدم فاخذ بلحيته فقال أنت أبو جهل الحديث واخذه بلحيته لا ينافي وضع رجله على رقبته لجواز ان يكون جمع بينهما قال ابن مسعود ثم احتزرت رأسه وفي رواية رويت عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه قال لما ضربته بسيفي لم يغن شيئا فبصق في وجهي وقال خذ سيفي فاحتز به رأسي من عرشي ليكون انهى للرقبة والعرش عرق في أصل الرقبة ففعلت كذلك ثم جئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هذا رأس عدو الله أبي جهل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله الذي لا اله غيره أي ورددها ثلاثا وروى الطبراني آلله قتلت أبا جهل بنصب الجلالة وهو بهذا اللفظ عندنا كناية يمين ومثل النصب الرفع والجر قال قلت نعم والله الذي لا اله غيره ثم ألقيت رأسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله تعالى أي ويقال انه صلى الله عليه وسلم سجد خمس سجدات شكرا ويقال أنه قال الله أكبر الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب حده وكون أبي جهل بصق في وجه ابن مسعود رضى الله تعالى عنه وقال له خذ سيفي الخ ينافي كونه وصل إلى حركة المذبوح الا ان يقال يجوز ان يكون في أول الأمر كان كذلك ثم تراجعت اليه روحه حتى قدر على ما ذكر فليتأمل مع ما يأتي قيل وبهذا أي بحمل راس أبي جهل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد على الزهى ي قوله لم يحمل إلى النبي صلى الله عليه وسلم راس قط ولا يوم بدر وحمل راس لأبي بكر رضي الله عنه فأنكره ويجاب بان البيهقي رحمه الله قال ما روى من حمل راس أبي جهل قد تكلم في ثبوته وبتقدير صحته فهو من محل إلى محل لا من بلد إلى بلد أي من بلد الكفر إلى دار الاسلام أي الذي أنكره أبو بكر رضي الله عنه فإنه انكر نقل الرأس من بلد الكفر إلى بلد الاسلام وقد جوزه من أئمتنا الماوردي والغزالي إذا كان في ذلك مكايدة للكفار وفي النور تحصلنا على جماعة حملت رؤوسهم اليه صلى الله عليه وسلم أبو جهل وسفيان بن خالد وكعب بن الأشرف ومرحب اليهودي والأسود العنسي على ما روى و عصماء بنت
(٤٢٠)