كلامه وهو واضح لأن عدم صبرهم عن اخذ الغنائم وعدم امتثال امره انما كان في أحد لا في بدر وروى البيهقي عن حكيم بن حزام رضي الله عنه ان يوم بدر وقع نمل من السماء قد سد الأفق فإذا الوادي يسيل نملا أي نازلا من السماء فوقع في نفسي ان هذا شئ أيد به صلى الله عليه وسلم وهي الملائكة أي وروى بسند حسن عن جبير بن مطعم قال رأيت قبل هزيمة القوم والناس يقتتلون مثل البجاد الأسود مبثوث حتى امتلآ الوادي فلم أشك انها الملائكة فلم يكن الا هزيمة القوم والبجاد كساء مخطط من أكسية الاعراب وسيأتي وقوع مثل ذلك في حنين قال وانما كانت الملائكة شركاء لهم في بعض الفعل ليكون الفعل منسوبا للنبي صلى الله عليه وسلم ولأصحابه والا فجبريل قادر على أن يدفع الكفار بريشة من جناحه كما فعل بمدائن قوم لوط وأهلك قوم صالح وثمود بصيحة واحدة وليهابهم العدو بعد ذلك حيث يعلمون ان الملائكة تقاتل معهم وبهذا يرد ما قيل لم تقاتل الملائكة يوم بدر وانما كانوا يكثرون السواد والا فملك واحد كاف في اهلاك أهل الدنيا كلهم وجاء لولا أن الله تعالى حال بيننا وبين الملائكة التي نزلت يوم بدر لمات أهل الأرض خوفا من شدة صعقاتهم وارتفاع أصواتهم وجاء في حديث مرسل ما رؤ ى الشيطان ا حقر ولا ادحر ولا أصغر من يوم عرفة الا ما رىء يوم بدر أي وكذا سائر مواسم المغفرة والعتق من النار كأيام رمضان سيما ليلة القدر وجاء ان إبليس جاء في صورة سراقة بن مالك المدلجي الكناني في جند من الشياطين أي مشركي الجن في صور رجال من بني مدلج من بني كنانة معه رايته وقال للمشركين لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم اه أي كما قال لهم ذ لك عند ابتداء خروجهم وقد خافوا من بني كنانة قوم سراقة وقد تقدم انه كان وحده ولا منافاة لجواز ان يكون جنده لحقوا به بعد قال فلما رأى جبريل والملائكة وفي رواية اقبل جبريل إلى إبليس فلما راه وكانت يده في يد رجل من المشركين أي وهو الحارث بن هشام أخو أبي جهل
(٤٠٧)