فإنه اسلم بعد ذلك وحسن اسلامه وشهد أحدا معه صلى الله عليه وسلم فقالوا احزر لنا أصحاب محمد أي انظر لنا عدتهم فاستجال بفرسه حول عسكر النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إليهم فقال ثلاثمائة رجل يزيدون قليلا أو ينقصون قليلا ولكن امهلوني حتى انظر للقوم كمينا أو مددا فذهب في الوادي حتى ابعد فلم ير شيئا ثم رجع إليهم وقال ما رأيت شيئا ولكني قد رايت يا معشر قريش البلايا أي وهي في الأصل النوق تبرك على قبر صاحبها فلا تعلف لا تسقى حتى تموت تحمل المنايا أي الموت أي نواضح يثرب تحمل الموت الناقع أي البالغ زاد بعضهم الا ترونهم خرسا لا يتكلمون يتلمظون تلمظ الأفاعي لا يريدون ان ينقلبوا إلى أهلهم زرق العيون كأنهم الحصا تحت الحجف يعنى الأنصار قوم ليس لهم منعة ولا ملجأ الا سيوفهم والله ما نرى ان نقتل منهم رجلا حتى يقتل رجل منكم فإذا أصابوا منكم اعدادهم فما خير العيش بعد ذلك فروا رأيكم فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشى في الناس فاتى عتبة بن ربيعة فقال يا أبا الوليد انك كبير قريش وسيدها والمطاع فيها هل لك إلى أن لا تزال تذكر فيها بخير إلى اخر الدهر قال وما ذاك يا حكيم قال ترجع بالناس فقام عتبة خطيبا فقال يا معشر قريش انكم والله ما تصنعون بان تلقوا محمدا وأصحابه شيئا والله لئن اصبتموه لا يزال رجل ينظر في وجه رجل يكره النظر اليه قتل ابن عمه وابن خاله ورجلا من عشيرته فارجعوا وخلوا بين محمد وبين سائر العرب فان أصابوه فذاك الذي أردتم وان كان غير ذلك اكفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون أي يا قوم اعصبوها اليوم برأسي أي اجعلوا عارها متعلقا بي وقولوا جبن عتبة وأنتم تعلمون اني لست بأجبنكم أي وفي لفظ اخر ان حكيم بن حزام قال لعتبة بن ربيعة تجير بين الناس وتحمل دم حليفك عمرو بن الحضرمي أي الذي قتله واقد بن عبد الله في سرية عبد الله ابن جحش إلى نخلة وهو أول قتيل قتله المسلمون وتحمل ما أصاب محمد من تلك العير أي الذي غنمه عبد الله بن جحش كما سيأتي في السرايا فإنهم لا يطلبون من محمد الا ذلك فقال عتبة نعم قد فعلت أي هو حليفى فعلى عقله وما أصيب من المال ونعم ما قلت ونعم مادعوت اليه وركب عتبة جملا له وصار يجيله في صفوف قريش
(٣٩٦)