السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٢١٥
والسبب في هذا الحلف والحامل عليه أن رجلا من زبيد قدم مكة ببضاعة فاشتراها منه العاص بن وائل وكان من أهل الشرف والقدر بمكة فحبس عنه حقه فاستدعى عليه الزبيدي الأحلاف عبد الدار ومحزوما وجمح وسهما وعدي بن كعب فأبوا أن يعينوا على العاص وانتهروه أي الزبيدي فلما رأى الزبيدي الشر رقى على أبي قبيس عند طلوع الشمس وقريش في أنديتهم حول الكعبة فقال بأعلى صوته * يا آل فهر لمظلوم بضاعته * ببطن مكة نائى الدار والقفر * ومحرم أشعث لم يقض عمرته * يا للرجال وبين الحجر والحجر * إن الحرام لمن تمت مكارمه * ولا حرام لثوب الفاجر الغدر * والحرام بمعنى الاحترام فقال في ذلك الزبير بن عبد المطلب أي مع عبد الله بن جدعان كما تقدم واجتمع إليه من تقدم وقيل قام فيه العباس وأبو سفيان وتعاقدوا وتعاهدوا ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدي إليه حقه شريفا أو وضيعا ثم مشوا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه سلعة الزبيدي فدفعوها إليه أقول ذكر السهيلي أن رجلا من خثعم قدم مكة معتمرا أو حاجا ومعه بنت له من أضوإ نساء العالمين فاغتصبها منه نبيه بن الحجاج فقيل له عليك بحلف الفضول فوقف عند الكعبة ونادى يا لحلف الفضول فإذا هم يعنقون إليه من كل جانب وقد انتضوا أسيافهم أي جردوها يقولون جاءك الغوث فما لك فقال إن نبيها ظلمني في بنتي فانتزعها مني قسرا فساروا إليه حتى وقفوا على باب داره فخرج إليهم فقالوا له أخرج الجارية ويحك فقد علمت من نحن وما تعاهدنا عليه فقال أفعل ولكن متعوني بها الليلة فقالوا لا والله ولا شخب لقحة أي مقدار زمن ذلك فأخرجها إليهم وفي سيرة الحافظ الدمياطي أنه كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان منازعة في مال متعلق بالحسين فقال الحسين للوليد احلف بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ثم لأقومن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لأدعون لحلف الفضول أي لحلف كحلف الفضول وهو نصرة المظلوم على ظالمه ووافقه على ذلك جماعة منهم عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما لأنه كان إذ ذاك في المدينة فلما بلغ ذلك الوليد بن عتبة أنصف الحسين من حقه حتى رضي والله أعلم
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»