قالوا عيسى ابن الله ويعقوبية قالوا عيسى هو الله عز وجل هبط إلى الأرض ثم صعد إلى السماء وملكانية قالوا عيسى عبد الله ونبيه زاد بعضهم فرقة رابعة وهم إسرائيلية قالوا هو إله وأمه إله والله إله هذا وفي القاموس النسطورية بالضم ويفتح أمة من النصارى تخالف بقيتهم وهم أصحاب نسطور الحكيم الذي ظهر في أيام المأمون وتصرف في الإنجيل برأيه وقال إن الله واحد ذو أقانيم ثلاثة وهو بالرومية نسطورس كما افترقت اليهود ثلاث فرق فإنها افترقت إلى قرائية وربانية وسامرية ولا يخفى أن بقاء تلك الشجرة هذا الزمن الطويل قبل عيسى وبعده إلى زمن نبينا صلى الله عليه وسلم على خلاف العادة وصرف غير الأنبياء عن النزول تحت تلك الشجرة وكذا صرف الأنبياء الذين وجدوا بعد عيسى على ما تقدم عن النزول تحت تلك الشجرة بعد عيسى الذي دلت عليه الرواية الأولى والرواية الثانية ممكن وإن كانت الشجرة لا تبقى في العادة هذا الزمن الطويل ويبعد في العادة أن تكون شجرة تخلو عن أن ينزل تحتها أحد غير الأنبياء لأن هذا الأمر مع كونه خارقا للعادة والأنبياء لهم خرق العوائد سيما نبينا صلى الله عليه وسلم وبهذا يرد قول السهيلي يريد ما نزل تحت هذه الشجرة الساعة إلا نبي ولم يرد ما نزل تحتها قط إلا نبي لبعد العهد بالأنبياء عليهم السلام قبل ذلك وإن كان في لفظ الخبر قط أي كما تقدم فقد تكلم بها على جهة التأكيد للنفي والشجرة لا تعمر في العادة هذا العمر الطويل حتى يدرى أنه لم ينزل تحتها إلا عيسى أو غيره من الأنبياء ويبعد في العادة أيضا أن تكون شجرة تخلو من أن ينزل تحتها أحد حتى يجيء نبي هذا كلامه وقد يقال يجوز أن تكون تلك الشجرة كانت شجرة زيتون فقد ذكر أن شجرة الزيتون تعمر ثلاثة آلاف سنة على أن في بعض الروايات ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يابسة نحر عودها فلما اطمأن تحتها اخضرت ونورت واعشوشب ما حولها وأينع ثمرها وتدلت أغصانها ترفرف على رسول الله قال بعضهم المختار عند جمهور المحققين من أهل السنة ان كل ما جاز وقوعه للأنبياء عليهم الصلاة والسلام من المعجزات جاز للأولياء مثله من الكرامات بشرط عدم التحدي لأن المعجزة يعتبر فيها التحدي وأن تكون بعدالنبوة وما قبل النبوة كما هنا يقال له إرهاص
(٢١٨)