السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٢٢٦
وفي الإمتاع بعد أن ذكر أن السفير بينهما نفيسة بنت منية ذكر أنه قيل كان السفير بينهما غلامها وقيل مولاة مولده وقد يقال لا منافاة لجواز أن يكون كل ممن ذكر كان سفيرا وفي الشرف أن خديجة رضي الله تعالى عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم أذهب إلى عمك فقل له تعجل إلينا بالغداة فلما جاءها معه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت له يا أبا طالب تدخل على عمي فكلمه يزوجني من ابن أخيك محمد بن عبد الله فقال أبو طالب يا خديجة لا تستهزئى فقالت هذا صنع الله فقام فذهب وجاء مع عشرة من قومه إلى عمها الحديث أي وفي رواية ومعه بنو هاشم ورؤساء مضر ولا مخالفة لجواز أن يكون المراد ببني هاشم أولئك العشرة وأنهم كانوا هم المراد برؤساء مضر في ذلك الوقت وذكر أبو الحسين بن فارس وغيره أن أبا طالب خطب يومئذ فقال الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضىء معد أي معدنه وعنصر مضر أي أصله وجعلنا حضنة بيته أي المتكفلين بشأنه وسواس حرمه أي القائمين بخدمته وجعله لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا وجعلنا حكام الناس ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل إلا رجح به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا وإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وأمر حائل وعارية مسترجعة وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل وقد خطب إليكم رغبة في كريمتكم خديجة وقد بذل لها من الصداق ما عاجله وآجله اثنتي عشرة أوقية ونشا أي وهو عشرون درهما والأوقية أربعون درهما أي وكانت الأواقي والنش من ذهب كما قال المحب الطبري أي فيكون جملة الصداق خمسمائة درهم شرعي وقيل أصدقها عشرين بكرة أي كما تقدم أقول لا منافاة لجواز أن تكون البكرات عوضا عن الصداق المذكور وقال بعضهم يجوز أن يكون أبو طالب أصدقها ما ذكر وزاد صلى الله عليه وسلم من عنده تلك البكرات في صداقها فكان الكل صداقا والله أعلم قال وما قيل إن عليا رضي الله تعالى عنه ضمن المهر فهو غلط لأن عليا لم يكن ولد على جميع الأقوال في مقدار عمره وبه يرد قول بعضهم وكون على ضمن المهر غلط لأن عليا كان صغيرا لم يبلغ سبع سنين أي لأنه ولد في الكعبة وعمره
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»