بنفسه حتى وصل إلى المضيق فنظر إلي القتلى وهم مجندلون فتحقق الامر وارتعدت أوصاله وقال وحق اللاتي والعزى لقد صدق صاحبنا فيما قال وانما ظلمناه بقتلنا إياه ثم انه وقف بباب المضيق وهو ذاهل العقل وقد سمعه الامام رضي الله عنه تعالى عنه وهو يقول وحق اللاتي والعزى ما فعل هذه الفعال أحد الأمم السابق ولا قوم عاد وثمود ولا يقدر على ذلك الا الغلام الذي يقال له علي بن أبي طالب فلما سمع الامام مقالته تقدم إليه وهو على مهل فلما دنا منه ووصله إليه نظره عدو الله فتحير فبينما هو كذلك إذ وثب إليه الامام وهجم عليه ولوح بحمامه وقال ويل لك ولآبائك وأجدادك أنا المنعوت بهذه الفعال انا مبدي العجائب انا مظهر الغرائب انا البحر الساكب انا علي بن أبي طالب (قال الراوي) فلما سمع عدو الله ما قاله الامام علم أنه لا محالة فارتعدت فرائصه وأيقن بالهلاك فصرخ بأعلى صوته وقال يا قوم أدركوني قبل ان أهلك فتهلكوا جميعا فلما سمع القوم صراخه أجابوه فلما نظر الامام سرعة القوم هجم على عدو الله وقد أمسك جوارحه فلم يستطع فوافاه الامام بضربة هاشمية علوية على صدره فمسحب صدره وذراعيه فسقط عدو الله إلى الأرض قطعتين وقالوا وحق اللاتي والعز مالنا بقتال الجن من طاقة فقال رجل منهم اسكتوا حتى أخاطبه فان كلمني عرفته أيش يكون ان كان انسيا أو جنيا ثم تقدم إلى ناحية فم المضيق وقال أيها الشخص المريد أخبرنا بما تريد (قال الراوي) فلما سمع الإمام علي رضي الله تعالى عنه ذلك أجابهم وقال أريد منكم كلمة النجاح والفوز والصلاح وهي ان تقولوا معي بأجمعكم لا إله إلا الله محمد رسول الله فلما سمع القوم ذلك قالوا وحق اللاتي والعزى ما هذا الا جني وقال بعضهم ما هذا الا بشر مثلكم آدمي وما نرى من الرأي الا ان نكون في مكاننا حتى يصبح الصباح فينكشف لنا هذا الامر فلما اجتمع رأيهم على ذلك تأخروا إلى ورائهم في داخل المضيق فلما رأى الامام رضي الله عنه تأخروا وما هم عازموا عليه تقدم إلى عدو الله وجز رأسه ثم قام فذبح كبشا من الغنم التي اخذها أولا وسلخه وأضرم نار وشواه واكل حتى اكتفى وحمد الله وقام بين يدي الله تعالى راكعا وساجد حتى طلع الفجر فصلى صلاة الصبح ثم تحزم واخذ سيفه
(٢٦)