على الراعي المخاطب له وقال إلى أين هؤلاء القوم سائرون فقال له يا فتى اما هو فبيننا وبينه فرسخين في مضيق بين جبلين يجمعون السابجقي المضيق ثم يقع والشراء فيها ليأخذ كل واحد ما يخصه وينصرف إلى محل سبيله أو يقصد كل واحد منهم مكانه ومحل نومه فقال الامام يا ويلكم فما منع صاحب هذا الحصن عن لحاقهم فقالوا له يا فتى تجلى الهنا بالبركة ان في كل حصن الف رجل ولو اجتمع كل من في الحصون لكان لكان هو كفئا للجميع فلما سمع الامام ذلك الراعي المخاطب له اخذ سيفه ودرقته وحزم وسطه بمنطقته ثم اتى إلى جانب النهر الاخر وكان عرض ذلك النهر أكثر من عشرين ذراعا ففزع الرعاة بما عاينوه وذهلت عقولهم خوفا من الامام فقال لهم مهلا يا قوم ان ينالكم مني الأخير إن شاء الله تعالى فان غبت عنكم حتى جن الليل فاخرجوا ما في الحفيرة وكاوه فأنتم أحق به من النار فقالوا إلى أين تريد فقال لهم أريد ان الحق القوم فعسى ان أنال منهم خير فظن الرعاة انه يطلب منهم رفدا أو معاونة فقالوا له يا فتى ان وقعت عينهم عليك لم يسمعوا كلامك دون ان يسفكوا دمك وهم أربعة آلاف فارس وملكهم المغضب أعظم من الجميع وأكثرهم أذية ومع ذلك أن وهبوك شيئا اخذ منك فلا تعرض نفسك للهلاك فقال لهم لامام لا صبر لي عن القوم لابد من اللحاق بهم فلم يكن غير قليل حتى لحق بالقوم ونظر الخيل والأسنة تلمع فقصر الامام في مشيه حتى دخل القوم في المضيق والسابعة معهم وليس لذلك المضيق منفذ غير هذا الذي دخلوا منه بأجمعهم اتى الامام إلى فم المضيق وجلس تحت درقته جاثما من وراء صخرة قابضا بيده على سيفه وهو يسمع حديث القوم في بيعهم وشرائهم وقد غابت الشمس فصلى الامام المغرف في مكانه وقال اللهم ارزقني من عندك فطرا حلالا طيبا ولم يزل القوم كذلك إلى أن دخل الليل وطلع القمر وامتلأت الأرض بنوره فبينما هو كذلك إذ سمع بعار غنم ورغاء إبل فإذا هو بشويهات وفرسين ومطيتين سرج وفارس معتقل برمحه ولامته فقال الامام يوشك ان هذا قسم هذا الفارس فكن الامام إلى أن خرج الفارس وما معه من فم المضيق فلما قرب
(٢٣)