(قال الراوي) فلما رأى ذلك ورقة ثار وامتلأ غيضا وحمقا على الامام لكنه خشى من صولته وهجومه عليه قال له وهو يلين له الكلام يا ابن أبي طالب والله ما امرك الله ولا رسوله ولا نطق بذلك القرآن عمد إلى المسجد فأحرقته وهدمته والآن عاد خرابا وعمدت إلى الشيخ فقطعت يده ورجليه من غير ذنب ولا جناية سبقت منه إليك ثم عمدت إلى صبية من حسن الناس وجها فرجمتها حتى ماتت وهي كانت تصلح لمثلك والله لا نصرت وهذه الفعال فعالك فتبسم الامام وقال والله لولا أني أريد ان أظهر لك بيان بما رايته والا كنت عجلت بروحك ولا كذبت على وعارضتني لي فأهلكك وتدبر امرك وانظر إلى ما أنت له صانع وسيظهر لك يا ويلك اما رأيت وعاينت وان سالت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرك به فارجع عني واستغنم السلامة وأكرم الناس من إذا قد عفا وهذه الثانية صحبتي وعدت إلى الثالثة جازيتك بعلمك يا ويلك ألم أقل لك ما قاله العبد الصالح لموسى بن عمران انك لن تستطيع معي صبرا فقال يا أبا الحسن اعف عما قلت ولست أعود إلى ما تكرهه ودخل على الامام بمكروه وخداعه وهو يظن أن يظفر به فسمح له الامام بالمسير معه ولم يزالا فيه عين ماء كبيرة المياه وبجانبها حظرة واسعة وعلى بابها عبد عظيم الخلقة احمر العينين عريض المنكبين مفتول الساعدين فلما نظرهما قال للامام اعدلوا إلى هذا المنزل فقد ولى النهار واقبل الليل فقال الامام سر ولا تتعرض لما ليس لك به علم فقال ورقة والله ما بك خوف من هذا الأسود حيث رايته يطيل النظر إليك فلما سمع الامام ذلك تغير وجهه وقال لورقة ويلك أمثلي يفزع من ابيض وأسود وانا من أهل العلم والتأويل والدلالة والتفصيل ثم عطف الامام ناحية العبد فلما رآه العبد مقبلا إليه ورحب به وفتح له باب الحظيرة فدخل الامام ودخل الأسود في
(١٥)