ينظرون إليه ويتعجبون من فعله وهابوا ان يتقدموا إليه وأمسكوا عن سؤاله فلما فرغ الامام مما أراد غسل يديه ولبس ثيابه وقعد ينظر غروب الشمس لأنه كان صائما فقال الرعاة يا فتى نحن ضيوفك الليلة لتطعمنا مما اقتنصت من الضبا فقال الامام انما يضاف من يكون قاطنا بالديار فقالوا له سألتك بإلهك الذي تعبد الا ما عرفتا باسمك الذي تعرف به لأننا رأينا منك ما لم نره من أحد من غيرك فقال لهم اسمي زيد وكانت أمه سمته زيدا وسماه أبوه حيدر وسماه النبي عليا لما امره الله ان يسميه بذلك الاسم الحسن فقالوا له يا فتى لقد أعطاك الله من الشجاعة ما لم يعطيه لاحد وبقي القوم يتحدثون فيما بينهم كذلك إذ وقعت صيحة من الوادي وتتابع الصياح فجعلت الرعاة تمرد أغنامها يرومون ان يجمعوها وأسرع بعضهم إلى بعض إلى أهل الحصن والامام ينظر إليهم وإذا بخيول مسرعة فظن الامام ان أهل الحصن فرحوا له فلم يكن من امره الا انه شد منطقه وقبض على جحفته فأقبلت الخيل أفواجا في الوادي وكانت أربعة آلاف حمية لأصحابهم ان يطرقهم طارق وفرت جميع الرعاة في جميع خبايا الوادي يبكون ويتصارخون فقالوا له يا فتى انما نبكي على أنفسنا لان سيدنا الأعظم الهظام إذا اخذ له مال رجع بالقيمة بمن كان قبلنا من الرعاة وقد رأيت ما دهمنا كثرة الخيل فقالوا ولو كان مليكنا الهضام والهه المنيع لما وصلوا إليهم هؤلاء الأقوام ولم يخلصوا الغنائم من أيديهم لأنهم قد عرفوا بالبلية وصاحبهم قد يتم العرب ولا تقتصر يده الاعن بلدة واحدة فقال الامام ما هذا البلد التي لا يضرب إليها فقالوا له مدينة بيثرب مسكن عبد الله بها فارس لا كالفرسان ويقال عنه انه مفرق الكتائب وهازم الجيوش ومفرق المواكب الجسام الغاضب والليث الغالب والبحر الساكب ليث بني غالب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال الراوي فلما سمع الامام هذا الكلام تبسم ضاحكا وقال أيها الراعي ما اسم هذا الرجل وما الذي يعبد وأين مسكنه فقد حدثتني بعجيب فقال يعرف بالمغضب واما معبوده فإنه
(٢١)