صنعه من الجزع اليماني وكانت العرب تأتي إليه والى صنمه ليخبرهم بجميع ما يسألونه عنه فلما كان يوم من الأيام والناس محدقون به ويسألونه وقد شكوا إلى ملكهم المغضب علي بن أبي طالب لما فعل بسادات العرب من القتل فقال لهم يا قومي تأخروا عني لا تقدم إلى الهي العظيم وأشاوره لكم في هذا الغلام وفي المسير إليه فتأخروا عنه، (قال الراوي) فعند ذلك تقوم الملك المغضب إلى إلهه وهو معتمد فيه واستشاره في حرب علي بن أبي طالب وقال الهي قد سمعت ما ذكرته العرب من خبر هذا الغلام وشجاعته وشكوا من فعالك وقد شكونا إلى واليك فهل لك ان تشير لنا ونسير إليه ويقاتله وأنت أخبر منا بذلك فمهما امرتنا به امتثلناه (قال الراوي) فلما فرغ من كلامه دخل الشيطان في جوف الصنم ونهى المغضب عن ذلك وهو يظن أن الكلام من الصنم ثم تململ وارتجز وانشد يقول دع ما قصدت من ارتكاب مهالك * ومكاره مقرونة ببلاء لا تطلبن لقاء علي انه * وحش الفلاة كذا لسفك دماء قال الراوي) فلما سمع المغضب والعرب كلام الصنم حزنوا من كلامه فخاف الملك وخاف العرب ورجعوا عن عبادته وقالوا إلهك يذل ولا ينصر فهو أولى بان يدك ويحرق فتفرقوا عنه فعند ذلك تسامعت العرب والقبائل بملكنا الهضام وصنمه المنيع الرفيع وقيامه على طول الأيام معلقا في الهواء فعطفت العرب جميعهم إليه ورأوا منه معجزات وكلمهم بالدليل ووعدهم بهلاك علي بن أبي طالب ودا ان يكفيهم مؤنته فانصرفت وجوههم إليه واقبلوا بجمعهم عليه فعظم ذلك على المغضب واستنجد العريان وبذل لهم الأموال فجرى بينه وبين صاحبنا الهضام حربا شديدا ما شهدت العربان مثله وأقاموا مدة من الشهور يقتلون حتى فنى أكثر الجماعات وافترقوا على ما هم عليه من العداوة والبغضاء وبقي كل واحد منهم يغير على صاحبه كما ترى وكانت العربان سعت بينهم الصلح على أنهم يجتمعون جميعا ويسيرون إلى علي بن أبي طالب ولم يكن قد انفصل بينهم امر فتبسم الإمام علي ضاحكا من قوله ثم أطرق برأسه إلى الأرض ساعة وهو متفكر في امر الحصون التي بينه وبين عدو الله الهضام فاجمع امره على ملاقاة المغضب وقومه واقبل
(٢٢)