فيهم الامام صرخة الغيظ المشهورة في القتال ثم حمل فيهم وصاح إلى يا أولاد اللئام وحق رب الكعبة لا أزول عنكم حتى أبدد شملكم ثم حمل عليهم الامام ووضع درقته في صدر القوم وانشد يقول انا الخطاب والجزار ادعي * أمير المؤمنين فهل معاني انا قرم الهياج الهاشمي * هدمت لخير بدء الزمان أفيض على الأرامل بالعطايا * وأكرم جيرتي في كل آن وهل نار الحروب سوى علي * فدونكم تروني بالعيان (قال الراوي) فلما سمعوا ذلك نظر بعضهم إلى بعض والمنتقم مطرق لكلام الامام كاطراق الحصان لصلصلة اللجام فعند ذلك اقبل عليه قومه قالوا له أيها السيد ما الذي تأمرنا به قال لهم تتبعوني قلوبكم مملوءة من الحزن والوجل شقيتم من قوم تتبعون الشعار وقد جللكم فما تم كلامه حتى برز إلى الامام من القوم غلام رشيق وبيده عتيق وهو على مضر من الخيل العتاق فتقدم إلى المنتقم وقال أيها السيد وحق المنيع لا تيك برأسه سريع فقال المنتقم أبرز إليه فلك كل المكارم فلما خرج الغلام من بين القوم قال الامام ظهر لي شجاعته فأحببت ان يكون مثله الله ورسوله فنادته يا غلام أرى سيدك قدمك للمهالك فارجع فاني لك ناصح فلما سمع الغلام كلام الامام تبسم ضاحكا وقال انا ما نزعج من الامن نار المنيع فقال فعطف عليه الامام وضربه عرضا على صدره فخرج السيف من ظهره فسقط أبو الهراش (قال الراوي) فلما نظر المنتقم ذلك مشى إلى الامام له جسم كالبعير ونادى برفع صوته يا ابن أبي طالب ان البغي مسرعة الرجال وسهام الابطال ومن زها بنفسه وعجب بشجاعته أورده ذلك موارد العطب ومن سل سيفه ظلما قتل به رغما (قال الراوي) ثم إن الامام حمل على عدو الله وحمل الآخر كذلك وتقارنا وتجاربا وشهد القوم منهم مشهدا عظيما ما روى الرواة مثله قال الامام فوجدت عدو الله صبور على الضرب جسور على الطلب ثم إن الامام جمع نفسه وقد كثر بينهم العراك والقلق وقد احمرت الحق فعلم الإمام من عدو الله التفصير وقد أشرف على الهلاك فنادى
(٣٧)