الذي بدانا به (قال الراوي) فتبسم الامام رضي الله عنه ضاحكا من قولهم وقال اني لا استعين الا بالله وبالمؤمنين قالوا له يا مولانا نفديك بالاباء والأمهات أخبرنا عن ما هي كلمة الايمان قال هي كلمة خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان وهي ان تقولوا معي بأجمعكم لا الله الا الله محمد رسول الله قال جنبل بن ركيع اما انا فأقولها غير متأخر عنها لما قد ظهر لي من الآيات والبراهين لولا أن لك الها واحدا عظيما وهو على كل شئ قدير ما وصلت إلى ما وصلت وانا يا مولا نا اشهد ان لا الله الا الله وان ابن عمك محمدا رسول الله فلما نظر أصحابه إلى اسلامه واسلموا جميعا وحسن اسلامهم كانوا واحدا وأربعين رجلا رعاة ففرح الامام بهم وبإسلامهم وقال لهم يا قوم لا يصح اسلامكم إلا بكف قناع الحق وبذل السيف في أصحابكم فقالوا والله يا سيدنا لو امرتنا ان نقتل آبائنا وأولادنا في رضاء الله ورسوله ورضاك لفعلنا ذلك فشكرهم الامام ودعا لهم وقال يا قوم هل عند أهل الحصن علم بأخذ سائقكم قالوا نعم وقد سبق الخبر من حصن إلى حصن حتى انتهى إلى الملك الهضام فأرسل لنا هجانين وأوعدنا بالعذاب وبعده القتال وقد اغتاظ غيظا ومع ذلك فهو من بقية التباعية وان الملك المنتقم من جماعته وان له جثة يخاف من مكره فلذلك أبعده وجعله في أول حصونه فلما سمع الامام منهم ذلك الكلام تبسم ضاحكا وقال لهم إذا رجعتم سائقكم هذه إلى حصنكم ووصلتم إلى صاحبكم فلا تكشفوا له عن خبري ولا عن اسمي فعسى ان يخرج إلي وان يقضي الله ما هو قاض فقال جنبل يا سيدي ان خرج معه قومه وأصحابه وجميع عشائرهم وهم فرسان في القتال ونخاف ان يحول بينك وبينه حائل فتلومنا على ذلك فقال لهم الامام ان الله فعال لما يريد فإذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون ثم أقام القوم بقية يومهم إلى أن دخل المساء فرجعوا بالسابقة إلى حصنهم وكان أهلهم قد قطعوا الصياح قي جميع جهات الحصن بأن السايقة رجعت فجاء القوم ولم يعلموا ما كان السبب في ذلك
(٣١)