نعمة ظاهرة وباطنة، فقد اعتمد في تأليفه على أعلام الفريقين ممن تركوا مآثرا وأيادي موفقة وناجحة في التراث الفكري الإسلامي، وخدموه من كل الجوانب، وجاهدوا في خلوده وحيويته وحفظه، ولذلك نجد المؤرخين وأحباء التحقيق يتلقون مؤلفات هؤلاء الأعلام بالتعظيم والتجليل، ويذكرون أصحابها بالتكريم والثناء البالغ، ويطول بنا المقام لو بسطنا الحديث عن هؤلاء المشاهير، ولذلك نقتصر على ذكر أسمائهم مع بيان موجز عن مكانتهم العلمية، وفي الأخير مصادر حياتهم، لنتعرف من خلال ذلك على أهمية الكتاب.
1 - النعماني: هو محمد بن إبراهيم بن جعفر أبو عبد الله الكاتب النعماني.
ذكره النجاشي في " رجاله " بقوله: المعروف بابن أبي زينب، شيخ في أصحابنا، عظيم القدر، شريف المنزلة، صحيح العقيدة، كثير الحديث، قدم بغداد، وخرج إلى الشام، ومات بها، له كتب، منها: كتاب " الغيبة " وكتاب " الفرائض " وكتاب " الرد على الإسماعيلية " (1).
وقال العلامة المجلسي في ديباجة " بحار الأنوار ": كتاب الغيبة للشيخ الفاضل الكامل الزكي محمد بن إبراهيم النعماني تلميذ الكليني (رحمه الله). وقال في موضع آخر منها: كتاب النعماني من أجل الكتب (2).
وقال الشيخ المفيد في " الإرشاد " بعد أن ذكر النصوص على إمامة الحجة (عليه السلام):
والروايات في ذلك كثيرة، قد دونها أصحاب الحديث في هذه العصابة وأثبتوها في كتبهم المصنفة، فممن أثبتها على الشرح والتفصيل محمد بن إبراهيم المكنى أبا عبد الله النعماني في كتابه الذي صنفه في الغيبة (3).