وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر به فصلب، فكان أول مصلوب في الإسلام، وقال عطاء عن الشعبي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعقبة بن أبي معيط يوم بدر: والله لأقتلنك.
فقيل أتقتله من بين قريش؟
قال: نعم إنه وطئ على عنقي وأنا ساجد، فما رفعت حتى ظننت أن عيني قد سقطتا، وجاء يوما وأنا ساجد بسلي شاة فألقاها على رأسي، فأنا قاتله (1).
* ومنهم الحكم بن أبي العاصي بن أمية وكان عارا في الإسلام وكان مؤذيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة يشتمه ويسمعه ما يكره، فلما كان فتح مكة أظهر الإسلام خوفا من القتل. فلم يحسن إسلامه وكان مغموصا (2) عليه في دينه، ثم قدم المدينة فنزل على عثمان بن عفان بن أبي العاصي بن أمية (3)، وكان يطالع الأعراب والكفار بأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي ذات يوم مشى الحكم خلفه فجعل يختلج بأنفه وفمه كأنه يحاكي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتفكك ويتمايل فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه، فقال له: كن كذلك، فما زال بقية عمره على ذلك.
واطلع يوما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في حجرة بعض نسائه فخرج إليه بعنزة فقال: من عذيري من هذا الوزغة لو أدركته لفقأت عينه (4).