قال الحافظ أبو حاتم محمد بن حاتم بن حبان في صحيحه: " ذكر سؤال كليم الله ربه عز وجل عن أدنى أهل الجنة وأرفعهم منزلة " أخبرنا عمر بن سعيد الطائي ببلخ (1)، حدثنا حامد بن يحيى البلخي، حدثنا سفيان، حدثنا مطرف بن طريف و عبد الملك بن أبحر شيخان صالحان، قالا سمعنا الشعبي يقول: سمعت المغيرة بن شعبة يقول على المنبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن موسى عليه السلام سأل ربه عز وجل: أي أهل الجنة أدنى منزلة؟ فقال: رجل يجئ (2) بعد ما يدخل أهل الجنة الجنة، فيقال [له (3)] ادخل الجنة. فيقول: كيف أدخل الجنة وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا إخاذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك من الجنة مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: نعم أي رب، فيقال: لك هذا ومثله معه (4) فيقول: أي رب رضيت، فيقال له: لك مع هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك. وسأل ربه: أي أهل الجنة أرفع منزلة؟ قال سأحدثك عنهم، غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ".
ومصداق ذلك في كتاب الله عز وجل: " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ".
وهكذا رواه مسلم والترمذي كلاهما عن ابن أبي عمر، عن سفيان - [وهو (3)] ابن عيينة - به. ولفظ مسلم: " فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك [ملك (3)] من ملوك الدنيا؟ فيقول رضيت رب. فيقال له: لك ذلك