معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ٤٦
وقال علي (عليه السلام): (من ادعى [أربعا] بلا أربع فهو كذاب، من ادعى حب الجنة ولا يعمل بالطاعات فهو كذاب، ومن ادعى خوف النار ولا يترك المعصية فهو كذاب، ومن ادعى حب الله ولا يصبر على البلوى فهو كذاب، ومن ادعى حب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته ولا يقتدي بأفعالهم ولا يجالس المساكين فهو كذاب).
فالمتحققون بموالاتهم هو الذبل الشفاه، المفترشوا الجباه، الأذلاء في أنفسهم رغبة عن العز والجاه، وإيثارا للمسكنة والتواضع لله، قد خلعوا الراحات وزهدوا في لذيذ الشهوات، ورفضوا الزائد (1) الفاني، ورغبوا في الزهد (2) الباقي، جريا على منهاج المرسلين والأولياء من الصديقين، لينزلوا في جوار ا لمنعم المفضال وموئل (3) الأيادي والنوال (4).
ونقل [يزيد بن عمر] (5) بن مورق قال: كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز (رحمه الله) يعطي الناس العطاء، فقدمت (6) إليه فقال: ممن أنت؟
فقلت: من قريش.
فقال: من أي قريش؟
قلت: من بني هاشم.
قال: من أي بني هاشم؟
فقلت: مولى علي.
فقال: من.. علي!
فسكت، فوضع يده على صدره وقال: أنا والله مولى علي بن أبي طالب.

(١) كذا في النسختين، ولعله (الزائل) كما في حلية الأولياء.
(٢) في نسخة (س) والحلية: الزائد.
(٣) هذه الكلمة غير واضحة في النسختين، وفي الحلية: ومولى.
(٤) هذا الكلام لأبي نعيم الاصفهاني، انظر: حلية الأولياء ١: ٨٦ - ٨٧.
(٥) في النسختين: (زيد بن عمرو)، وما أثبتناه من المصادر والتراجم وهو الصحيح.
(٦) في نسخة (س) والدرر: (فتقدمت).
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»