وليس معه أخ.
فقال له علي: (آخيت بين المسلمين وتركتني؟).
فقال: (إنما تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك).
ثم قال له النبي (ص): (إن ذاكرك أحد فقل: أنا عبد الله، وأخو رسوله، ولا يدعيها بعدي إلا كذاب مفتر) (1).
وروى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سمعت علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ينشد ورسول الله (ص) يسمع:
أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي * ربيت معه وسبطاه هما ولدي جدي وجد رسول الله منفرد * وفاطم زوجتي لا قول ذي فند صدقته وجميع الناس في بهم * من الضلالة والإشراك والنكد الحمد لله شكرا لا شريك له * البر بالعبد والباقي بلا أمد فقال له رسول الله (ص): (صدقت يا علي) (2).
ويروى عن محمد بن السائب عن أبي صالح قال: دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية، فقال له: صف لي عليا.
قال: أوتعفني يا أمير المؤمنين.
تقال: لا أعفيك.
قال: كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، ويستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس (3) بالليل وظلمته.