معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ٥١
وليس معه أخ.
فقال له علي: (آخيت بين المسلمين وتركتني؟).
فقال: (إنما تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك).
ثم قال له النبي (ص): (إن ذاكرك أحد فقل: أنا عبد الله، وأخو رسوله، ولا يدعيها بعدي إلا كذاب مفتر) (1).
وروى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سمعت علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ينشد ورسول الله (ص) يسمع:
أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي * ربيت معه وسبطاه هما ولدي جدي وجد رسول الله منفرد * وفاطم زوجتي لا قول ذي فند صدقته وجميع الناس في بهم * من الضلالة والإشراك والنكد الحمد لله شكرا لا شريك له * البر بالعبد والباقي بلا أمد فقال له رسول الله (ص): (صدقت يا علي) (2).
ويروى عن محمد بن السائب عن أبي صالح قال: دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية، فقال له: صف لي عليا.
قال: أوتعفني يا أمير المؤمنين.
تقال: لا أعفيك.
قال: كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، ويستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس (3) بالليل وظلمته.

(١) فضائل الصحابة لابن حنبل ٢: ٦١٧ / ١٠٥٥، المطالب العالية ٤: ٢٦٤.
(٢) ديوان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ٥٧: ٨٣، ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق ٣: ٢٤٤ / ١٣٠٩، تاريخ أصفهان ٢: ٩٩، دستور معالم الحكم: ١٦٠، مناقب الخوارزمي 157: 186 مطالب السؤول 1: 54، كفاية الطالب: 196.
(3) في نسخة (س) والمصدر: ويأنس.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»