يزال على فراشه من شدة الحمى.
فقال له: يا علي إن أشد الناس بلاء في الدنيا النبيون، ثم [الأوصياء ثم] الذين يلونهم، أبشر فإنها حظك من نار جهنم مع مالك فيها من الثواب.
[ثم قال:] أتحب أن يكشف ما بك؟
قال: نعم يا رسول الله.
قال: قل: اللهم إرحم عظمي الدقيق، وجلدي الرقيق، وأعوذ بك من فورة الحريق، يا أم ملدم إن كنت آمنت بالله واليوم الآخر فلا تأكلي اللحم ولا تشربي الدم، ولا تفردي على النعم (1)، وانتقلي إلى ممن يزعم أن مع الله إلها آخر، أني، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.
قال علي (رضي الله عنه): فقلتها، فعوفيت من ساعتي.
قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): نحن أهل البيت يعلمها بعضنا بعضا، حتى النساء والصبيان، فما يقولها أحد إلا عوفي إن كان في أجله تأخير) (2).
* * * قال مؤلفه العبد الفقير إلى الله تعالى شمس الدين محمد بن نجم الدين يوسف بن الحسن الزرندي، المدني الأنصاري، المحدث بالحرم الشريف النبوي على ساكنه أفضل الصلاة والسلام عفى الله عنهم: فهذا آخر ما أمكن جمعه من الإشارة إلى فضل الأئمة الاثني عشر، ولم أر لأحد من العلماء في ذلك مصنفا حتى أسلك على منواله، وأحدو حدو مقاله وقد سمعت أنه قد صنفوا في ذلك كتابا يسمى بالإرشاد، وكتابا يسمى بكشف الغمة (3)، ولم أقف