معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ١٩٣
فاقتتلوا حتى تسيل العقبة دما، فيفزعون إلى خيرهم فيأتونه وهو ملصق وجهه إلى الكعبة يبكي، كأني أنظر إلى دموعه فيقولون: هلم فلنبايعك.
فيقول: ويحكم كم من عهد نقضتموه، وكم من دم سفكتموه؟
فيبايع كرها، فإن أدركتموه فبايعوه، فإنه المهدي في الأرض والمهدي في السماء (1).
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله (ص): (في ذي القعدة تحازب القبائل وتقاتل الحاج (2)، فتكون ملحمة بمنى فيكثر فيها القتلى وتسفك الدماء، حتى تسيل دماؤهم على عقبة الجمرة، حتى يهرب صاحبهم فيؤتى بين الركن والمقام، فيبايع وهو كاره.
ويقال له: إن أتيت ضربنا عنقك.
فيبايعه مثل عدة أهل بدر يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض) (3).
قال الزهري: يستخرج المهدي كارها من مكة من ولد فاطمة فيبايع (4).
قال أبو جعفر: (ثم يظهر المهدي بمكة عند العشاء، معه راية رسول الله (ص)، وقميصه، وسيفه، وعلامات، ونور، وبينات (5)، فإذا كانت العشاء أو صليت العشاء نادى بأعلى صوته، يقول: أذكركم الله أيها الناس ومقامكم بين يدي ربكم، فقد اتخذ الحجة، وبعث الأنبياء، وأنزل الكتاب، وأمركم أن لا تشركوا به شيئا، وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسول الله (ص)، وأن تحيوا ما أحيى القرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعوانا على الهدى ووزرا على التقوى، فإن الدنيا قد دنا فناؤها

(١) الفتن ١: ٢٢٧ / ٦٣٢ و ٣٤١ / ٩٨٧، الملاحم والفتن ١٣٤: ١٥٠، مستدرك الحاكم ٤:
٥٠٣، عقد الدرر: ١٠٩.
(2) في المصدر: وعامئذ ينتهب الحاج.
(3) الفتن 1: 341 / 986.
(4) الفتن 1: 345 / 998.
(5) في المصدر: وبيان.
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»