معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ١٨٢
وأمه: نرجس بنت قيصر الروم، أم ولد (1).
وكان نقش خاتمه: الله عصمتي ومحمد حجتي وعلي قوتي.
[في غيبته] قالوا: وفقد (عليه السلام) في يوم جمعة من سنة ست وتسعين ومائتين فلم يدر أين ذهب، خاف على نفسه وغاب، وكان عمره إذ ذاك إحدى وأربعون سنة ولم يره في هذه المدة إلا آحاد الناس (2).
وقالوا أيضا: غاب من صغره قبل موت أبيه، فكيف بقي إحدى وأربعين سنة ولم يره إلا آحاد الناس؟ فهذا القول مناقض كما تراه (3).
وكثير من الناس يزعم أنه لم يكن للحسن بن علي ولد أصلا ويدل عليه أنه لما مات الحسن بن علي قام أخوه جعفر بن علي بن محمد وطلب ميراثه، ولو كان للحسن ولد موجود كما زعمت الشيعة وأنه ما غاب إلا في سنة ست وتسعين ومائتين بعد موت أبيه لست وثلاثين سنة، كيف كان جعفر يطلب ميراث أخيه مع وجود ابنه محمد وهو محجبه، فدل على عدمه وعلى بطلان القول بأن محمد بن الحسن بقي إلى هذه المدة ثم غاب (4).

(١) تاريخ ابن الخشاب: ٢٠١، الأئمة الاثنا عشر: ١١٧، المجدي في انساب الطالبيين: ١٣٠، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: ١٩٩، نور الابصار: ١٨٥.
(٢) الغيبة الصغرى بدأت وعمره خمس سنوات أي في عام ٢٦٠ وانتهت بوفاة السفير الرابع أبي الحسن علي بن محمد السمري في النصف من شعبان عام ٣٢٩، وهي سبعون عاما، ولمعرفة من رآه راجع كتاب اليواقيت والجواهر للشعراني وشواهد النبوة للجامي الشافعي، والغيبة للطوسي وكمال الدين للصدوق وإعلام الورى للطبرسي وغير ذلك من الكتب التي ذكرت من رآه.
(٣) سيأتي الكلام مفصلا في هذه المسألة.
(٤) قال النسابة الشهير أبو نصر البخاري - من أعلام القرن الرابع ومعاصر للغيبة الصغرى - في سر السلسلة العلوية: (.. وولد علي بن محمد التقي (عليه السلام) جعفرا وهو الذي تسميه الإمامية جعفرا الكذاب، وإنما تسميه الإمامية بذلك، لادعائه ميراث أخيه الحسن (عليه السلام) دون ابنه القائم الحجة (عليه السلام) لا طعنا في نسبه).
وقال النسابة السيد العمري - من أعلام القرن الخامس - في المجدي: (ومات أبو محمد (عليه السلام) وولده من نرجس (عليه السلام) معلوم عند خاصة أصحابه وثقات أهله وسنذكر حال ولادته والاخبار التي سمعناها بذلك وامتحن المؤمنون بل كافة الناس بغيبته، وشره جعفر بن علي إلى مال أخيه وحاله فدفع أن يكون له ولد، وأعانه بعض الفراعنة على قبض جواري أخيه).
وقال ابن عنبه في عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب عند ذكر الإمام الهادي والعسكري:
(واسم أخيه أبو عبد الله جعفر الملقب بالكذاب، لادعائه الإمامة بعد أخيه الحسن).
ووصف المروزي في كتابه الفخري جعفر بن الإمام الهادي في محاولته انكار ولد أخيه بالكذاب، وقال: (وفيه - كما لا يخفى - أدل دليل على اعتقاده بولادة وأحقية الإمام المهدي).
وقال الشيخ محمد المفيد في الارشاد: وتولى جعفر بن علي أخو أبي محمد (عليه السلام) أخذ تركته، وسعى في حبس جواري أبي محمد (عليه السلام) واعتقال حلائله وشنع على أصحابه بانتظارهم ولده وقطعهم بوجوه والقول بإمامته، وأغرى بالقوم حتى أخافهم وشردهم وجرى على مخلفي أبي محمد (عليه السلام) بسبب ذلك كل عظيمة من اعتقال وحبس وتهديد وتصغير واستخفاف وذل..).
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 179 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»