معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ١٥٨
أنك لرسول الله، والله يعلم أنك لرسوله، والله يشهد أن المنافقين لكاذبون) * (1).
ومن عرف بقلبه وأقر بلسانه ولم يعمل بأركانه، كان إيمانه كإيمان إبليس حيث قال: * (رب بما أغويتني) * (2).
ومن عرف بقلبه وأقر بلسانه وعمل بأركانه ولم ينو، كان كما قال الله تعالى: * (الذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر) * (3).
ومن عرف بقلبه وأقر بلسانه وعمل بأركانه ونوى ولم يكن على السنة، كان كمن صام رمضان في شوال.
ومن عرف بقلبه وأقر بلسانه وعمل بأركانه ونوى وكان على السنة، كان مؤمنا مستكمل الإيمان، فان أصاب ذنبا فأمره إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.
وقال (رحمه الله) في هذا المعنى: الإيمان قول بلا عمل كفر، وعمل بلا نية نفاق، ونية بلا متابعة سنة بدعة.
وروى الإمام علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه [جعفر بن محمد]، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، [عن أبيه] بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (ص):
(يقول الله عز وجل: يا بن آدم ما أنصفتني، أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إلي بالمعاصي، خيري إليك منزل وشرك إلي صاعد، لا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كل يوم وليلة بعمل قبيح، يا بن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تدري من الموصوف لسارعت إلى مقته). رواه الحافظ أبو نعيم (رحمه الله)، وهو من صحيفة

(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 161 163 164 165 ... » »»