معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ١٥٥
عتاب) (1).
وسأله المأمون يوما فقال له: أخبرني عن جدك علي بن أبي طالب بأي وجه هو قسيم الجنة والنار؟
فقال له: يا أمير المؤمنين ألم ترو عن أبيك، عن آبائه، عن عبد الله بن عباس أنه قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: (حب علي إيمان وبغضه كفر).
فقال: بلى.
فقال الرضا: (فقسمة الجنة والنار إذا كانت على حبه وبغضه فهو قسيم الجنة والنار).
فقال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن، أشهد أنك وارث علم رسول الله (ص).
قال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: فلما رجع الرضا إلى بيته قلت له: يا بن رسول الله ما أحسن ما أجبت به أمير المؤمنين.
فقال: (يا أبا الصلت إنما كلمته من حيث هو، لقد سمعت أبي يحدث عن آبائه، عن علي (رضي الله عنه) قال: قال لي رسول الله (ص): [يا علي] أنت قسيم الجنة والنار، فيوم القيامة تقول للنار: هذا لي وهذا لك) (2).

(١) نثر الدر ١: ٢٦٤ و ٢٩٠، عيون أخبار الرضا ١: ٢٩٤ / ٥٠، كشف الغمة ٢: ٣٠٩.
(٢) نثر الدر ١: ٢٦٤، عيون أخبار الرضا ٢: ٨٦ / ٣٠، كشف الغمة ٢: ٣٠٩.
وحيث قسيم الجنة والنار روي مرفوعا وموقوفا، أما المرفوع فقد رواه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وحذيفة عن النبي (ص) أنه قال: علي قسيم النار.
أما ما رواه علي كرم الله وجهه فقد اخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢: ٧٦٤، والدار قطني في العلل ٦: ٢٧٣ / ١١٣٢، وابن المغازلي في مناقبه: ٦٧، والخطيب الخوارزمي في مناقبه برقم ٢٨١، والحموئي في فرائد السمطين ١: ٣٢٥، وأشار إليه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب: ٧١.
وأما ما رواه حذيفة عن رسول الله (ص) فقد أخرجه الديلمي في فردوس الأخبار ٣: ٩٠ / ٣٩٩٩، والقاضي عياض في الشفاء في إخبار النبي (ص) بالمغيبات، والسيوطي في جمع الجوامع في حرف العين من قسم الأقوال، والمناوي في كنوز الحقائق: ٩٢ بهامش الجامع الصغير، والفتني في مجمع بحار الأنوار ٣: ١٤٤، والمتقي في كنز العمال ١٣: ١٥٣، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٩: ١٦٥.
وأما ما روي عن علي كرم الله وجهه موقوفا أنه قال: أنا قسيم النار، فقد اخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ ٣: ١٩٢ و ٢: ٧٦٤، وابن قتيبة في غريب الحديث ٢: ١٥٠، وأخرجه السرقسطي في الدلائل: ١٦، وابن عدي في الكامل ٦: ٢٣٣٩، والدار قطني في العلل ٦:
٢٧٣، وأخرجه أبو عبيد الهروي في الغريبين، وعنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٩:
١٦٥
، وأخرجه الخطيب البغدادي، ومن طريقه اخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق ٢: ٢٤٣ / ٧٦١، وأخرجه الزمخشري في الفائق ٣: ١٩٥، وابن الأثير في النهاية ٤: ٦١ (قسم)، وابن كثير في البداية والنهاية ٧: ٣٥٥، والحموئي في فرائد السمطين ١: ٣٢٦، والخفاجي في نسيم الرياض ٣: ١٦٣، والزبيدي في تاج العروس ٩: ٢٥ (قسم)، ولكثرة طرق الحديث وأسانيده فقد جمعها الحافظ ابن عقدة في كتاب مفردا فيه باسم من روى عنه علي قسيم النار.
وقد قوى الحديث الإمام أحمد بن حنبل كما في طبقات الحنابلة 320: 448، المنهج الأحمد في طبقات أصحاب أحمد 1: 130، كفاية الطالب: 22 عن ابن عساكر، تاريخ الخلفاء طبعة موسكو: 11.
وأول من قال شعرا في ذلك ه السيد الحميري حيث قال:
ذاك قسيم النار من قبله * خذي عدوي وذري ناصري ذاك علي بن أبي طالب * صهر النبي المصطفى الطاهر وقال غيره في أبيات له، وربما نسبت إلى العوني:
وكيف يخاف النار من هو موقن * بأن أمير المؤمنين قسيمها وقال دعبل في أبيات له:
قسيم الجحيم فهذا له * وهذا لها باعتدال القسم وقال الزاهي:
لا تجعلن النار لي مسكنا * يا قاسم الجنة والنار وقال غيره:
علي حبه جنه * قسيم النار والجنة وصي المصطفى حقا * إمام الانس والجنة
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 151 152 153 154 155 156 157 158 159 161 ... » »»