الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٤٦
بكر بن حمران الأحمري الذي ضرب مسلم بن عقيل رأسه بالسيف وقال له:
تكون أنت الذي تضرب عنقه. فصعد به وهو يكبر ويستغفر الله ويصلي على رسوله، فأشرف به على موضع الحدادين فضرب عنقه واتبع جسده رأسه (1).
فصل وكان خروج مسلم بن عقيل رحمة الله عليهما بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة سنة ستين. وقتل رحمة الله يوم الأربعاء لتسع خلون منه يوم عرفة. وكان توجه الحسين (عليه السلام) من مكة إلى العراق يوم خروج مسلم بالكوفة، وهو يوم التروية بعد مقامه في مكة بقية شعبان وشهر رمضان وشوالا وذا القعدة وثمان ليال خلون من ذي الحجة سنة ستين (2).
من أمالي السمعاني: قال الشعبي، عن ابن عمر أنه كان بماء له فبلغه أن الحسين بن علي (عليهما السلام) قد توجه إلى العراق، فلحقه على مسير ثلاث ليال، فقال له:
أين تريد؟ قال: العراق، وإذا معه طوامير وكتب فقال: هذه كتبهم وبيعتهم. فقال:
لا تأتهم فخيره فقال: هذه بيعتهم. قال: لا تأتهم. فأبى، فقال: إني محدثك حديثا:
إن جبرائيل (عليه السلام) أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فخيره بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا، وأنكم بضعة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا ينالها منكم رجل أبدا، وما صرفها الله تعالى عنكم إلا للذي هو خير لكم.
قال: فأبى أن يرجع، فاعتنقه ابن عمر وبكى، قال: استودعك الله من قتيل.
وقال إبراهيم بن ميسرة: سمعت طاووسا يقول: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: استشارني الحسين بن علي (عليهما السلام) في الخروج إلى العراق، فقلت:
لولا أن يزري بي وبك لنشبت يدي في رأسك. فكان الذي رد علي أن قال:
لئن اقتل في مكان كذا وكذا أحب إلي أن يستحل في بمكة قال ابن عباس:

(١) الإرشاد: ص ٢١٤ - ٢١٦، بحار الأنوار: ج ٤٤ ص ٣٥٥ - 357 باب 37 من تاريخ الحسين (عليه السلام) ضمن ح 2.
(2) الإرشاد: ص 218.
(٥٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 541 542 543 544 545 546 547 548 549 550 551 ... » »»