الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٣٥
أمانيك، وسمعت مقالة السفيه الجاهل، وأخفت التقي الورع الحليم (1).
وحدث حمزة الزيات، عن عبد الله بن شريك، عن بشر بن غالب، عن الحسين بن علي (عليهما السلام)، قال: من أحبنا لله عز وجل وردنا نحن وهو على نبينا (صلى الله عليه وآله) هكذا، وضم إصبعيه. ومن أحبنا للدنيا فإن الدنيا تسع البر والفاجر (2).
وكتب إليه رجل: عظني بحرفين فيهما الدنيا والآخرة. فكتب إليه: من حاول أمرا بمعصية الله تعالى كان أفوت لما يرجو وأسرع لمجئ ما يحذر (3).
وكتب أيضا إلى محمد بن علي ومن قبله من بني هاشم: أما بعد، فكأن الدنيا لم تكن، والآخرة لم تزل، والسلام (4).
فصل في ذكر مقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) قال عبد الله بن وهب بن زمعة: أخبرتني أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اضطجع ذات يوم للنوم فاستيقظ وهو خاثر (5)، ثم اضطجع ورقد ثم استيقظ وهو خاثر دون ما رأيت به في المرة الأولى، ثم اضطجع واستيقظ وفي يده تربة حمراء يقلبها. فقلت: ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبرائيل إن هذا ولدي - يعني الحسين (عليه السلام) - يقتل بأرض العراق. فقلت: يا جبرائيل أرني تربة الأرض التي يقتل بها. فجاءني بهذه وقال: هذه تربتها (6).
وعن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: استأذن ملك القطر ربه عز وجل أن يزور

(١) الاحتجاج: ص ٢٩٧.
(٢) بحار الأنوار: ج ٢٧ ص ٨٤ باب ٤ ح ٢٦ نقلا عن أمالي ابن الشيخ المفيد.
(٣) الكافي: ج ٢ ص ٣٧٣ ح ٣.
(٤) كامل الزيارات: ص ٧٥.
(٥) الخاثر: في الحديث: أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو خاثر النفس، أي ثقيلها غير طيب ولا نشيط: لسان العرب: ج ٤ ص ٢٣٠ مادة " خثر ".
(6) إعلام الورى: ص 43 - 44.
(٥٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 ... » »»