الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٧٠
فبعثوا إليه: كلنا قتلة أصحابك، وكلنا مستحل لدمائهم مشتركون في قتلهم.
وأخبره الرسول - وكان من يهود السواد - أن القوم قد عبروا نهر طبرستان.
فقال علي (عليه السلام): هيهات ما عبروه ولا قطعوه حتى نقتلهم بالرميلة دونه.
فتواترت إليه الأخبار بقطعهم هذا النهر وعبورهم الجسر، وهو يأبى ذلك ويحلف أنهم لا يعبرونه وأن مصارعهم دونه. ثم قال: سيروا إلى القوم فما يفلت منهم إلا عشرة ولا يقتل منكم عشرة.
وسار (عليه السلام) فأشرف عليهم وقد عسكروا بالرميلة على حسب ما قال، فلما رآهم قال: الله أكبر الله أكبر.
فتصاف القوم، ووقف (عليه السلام) بنفسه ودعاهم إلى الرجوع والتوبة، فرموا أصحابه، فقال لأصحابه: كفوا حتى نكرر القول عليهم ثلاثا. وهو يأمرهم بالكف حتى اتي برجل مشحط بدمائه، فقال (عليه السلام) لأصحابه: الآن فاحملوا. فحمل رجل من الخوارج على أصحاب علي (عليه السلام) وجعل يقول:
أضربهم ولو أرى عليا * جللته أبيض مشرفيا فخرج علي (عليه السلام) إليه فقتله. ثم خرج آخر وهو يقول:
أضربهم ولو أرى أبا الحسن * ذاك الذي إلى هوى الدنيا ركن.
اذن فهدا حزن من الحزن فنادى علي (عليه السلام):
يا أيها المستنزل المعلى الفتن * والمتمني أن يرى أبا حسن أتاك فانظر أينا يلقى الغبن.
وحمل عليه فقتله بالرمح وتركه فيه وانصرف وهو يقول: قد رأيت أبا الحسن فرأيت ما تكره.
وحمل أبو أيوب الأنصاري على زيد بن حصين فقتله، وقيل عبد الله بن وهب الراسبي قتله هاني بن خاطب الأزدي وزياد بن حفصة، وقيل حرقوص بن زهير السعدي.
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»