الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٦٨
عهودهم ومواثيقهم بذلك. فحادثه معاوية ساعة وأخرجه عما كانوا عليه وضاحكه وداعبه. ثم قال: يا أبا عبد الله هل من غداء؟.
فقال: أما والله شئ يشبع من ترى فلا.
فقال معاوية: يا غلام هلم غداك. فآتوه بالطعام المستعد فوضع، فقال له: ادع مواليك وأهلك يا أبا عبد الله. فدعاهم.
فقال له عمرو: ادع أصحابك ثم يجلس هؤلاء بعدهم. فجعلوا كلما قام رجل من حاشية عمرو قعد مكانه رجل من حاشية معاوية حتى خرج أصحاب عمرو وجلس أصحاب معاوية، وقام الذي وكله معاوية بغلق فأغلقه، فقال معاوية لعمرو: والله بيني وبينك أمران اختر أيهما شئت: البيعة لي أو قتلك، وليس والله غير ذلك. قال عمرو: فإذن لورد غلامي حتى أستشيره وانظر ماذا رأيه. قال: والله لا يراك ولا تراه إلا قتيلا أو على ما قلت لك. قال: فالوفاء إذن بطعمة مصر. قال:
هي لك ما عشت.
فاستوثق كل واحد منهما من صاحبه، وأحضر الخواص من أهل الشام، ومنع أن يدخل معهم أحد من حاشية عمرو، فقال لهم عمرو: قد رأيت أن أبايع معاوية فلم أر أحدا أقوى على هذا الأمر منه. فبايعه أهل الشام، وانصرف إلى منزله.
وذكر عن يحيى بن معين أن عدة من قتل من أهل الشام وأهل العراق - في مائة يوم وعشرة أيام - مائة ألف وعشرة آلاف، من أهل الشام تسعون ألفا، ومن أهل العراق عشرون ألفا. ويحيى يذهب أن عدد أهل الشام ممن حضر الحرب بصفين مائة وخمسين ألف مقاتل دون الخدم والأتباع، وأهل العراق مائة وعشرون ألف مقاتل دون الخدم والأتباع، والله أعلم.
$ أمير المؤمنين (عليه السلام) / وقعة النهروان وقعة النهروان وهم المارقون.
قيل: لما دخل علي (عليه السلام) الكوفة بعد عوده من صفين انحاز عنه اثنا عشر ألفا من أهل العراق، فنزلوا حروراء قرية بالكوفة، وجعلوا عليهم شبث بن ربعي
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»