الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٦٩
التميمي، وعلى صلاتهم عبد الله بن الكواء اليشكري من بكر بن وائل، فخرج علي (عليه السلام) إليهم فكانت له معهم مناظرات، ودخلوا جميعا الكوفة وسموا الحرورية باجتماعهم في هذه القرية.
وقيل: إنهم كانوا ينادونه وهو على المنبر: جزعت من البلية ورضيت بالقضية وقبلت الدنية لا حكم إلا لله.
فيقول لهم (عليه السلام): حكم الله أنتظر فيكم.
فقال المسعودي: اجتمع الخوارج في أربعة ألف وبايعوا عبد الله بن وهب الراسبي، ولحقوا بالمدائن فقتلوا عاملا من عمال علي (عليه السلام) ذبحا وبقروا بطن امرأته وكانت حاملا (1).
وقد كان أمير المؤمنين (عليه السلام) انفصل عن الكوفة في خمسة وستين ألفا، وأتاه ابن عباس من البصرة في ثلاثة آلاف فيهم الأحنف بن قيس وحارثة بن قدامة السعدي وذلك في سنة ثمان وثلاثين.
فنزل علي (عليه السلام) الأنبار، فخطب الناس وحضهم على الجهاد وقال لهم: سيروا إلى قتلة المهاجرين والأنصار، ألا إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمرني بقتل القاسطين وهم هؤلاء الذين سيرنا إليهم، والناكثين وهم الذين فرغنا منهم، والمارقين ولم نلقهم بعد، فسيروا إلى القاسطين فهم أهم من الخوارج، سيروا إلى قوم يقاتلونكم كما يكونوا جبارين، يتخذهم الناس أربابا ويتخذون عباد الله خولا.
فأبوا أن يسيروا إلا إلى الخوارج، فسار علي (عليه السلام) حتى أتى النهروان، فبعث إليهم الحارث بن مرة العبدي يدعوهم إلى الرجوع فقتلوه، وبعثوا إلى علي (عليه السلام): إن تبت من حكومتك وشهدت على نفسك بالكفر بايعناك، وإن أبيت اعتزلنا عنك حتى نختار لأنفسنا إماما فإنا منك برآء.
فبعث إليهم علي (عليه السلام) أن ادفعوا إلي قتلة إخواني فأقتلهم ثم أنازلكم إلى أن أفرغ من قتال أهل المغرب لعل الله تعالى يقلب بقلوبكم.

(1) مروج الذهب: ج 2 ص 404.
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»