الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٨١
حدث الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الحسن الكناني، عن جده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل على نبيه (صلى الله عليه وآله) كتابا قبل أن يأتيه الموت فقال: يا محمد هذا الكتاب وصيتك إلى النجيب من أهلك. قال: ومن النجيب من أهلي يا جبرائيل؟ فقال: علي بن أبي طالب. وكان على الكتاب خواتيم من ذهب، فدفعه النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) وأمره أن يفك خاتما ويعمل بما فيه. ففك (عليه السلام) خاتما وعمل بما فيه. ثم دفعه إلى ابنه الحسن (عليه السلام) ففك خاتما وعمل بما فيه. ثم دفعه إلى الحسين (عليه السلام) ففك خاتما وعمل بما فيه، فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة فلا شهادة لهم إلا معك واشتر نفسك لله تعالى ذكره، ففعل. ثم دفعه إلى علي بن الحسين (عليه السلام) ففك خاتما فوجد فيه: اصمت والزم منزلك حتى يأتيك اليقين، ففعل. ثم دفعه إلى محمد بن علي (عليه السلام) ففك خاتما فوجد فيه: حدث الناس وأفتهم ولا تخافن إلا الله جل وعز فإنه لا سبيل لأحد عليك. ثم دفعه إلي، ففككت خاتما فوجدت فيه: حدث الناس وأفتهم وانشر العلوم علوم أهل بيتك وصدق آباءك الصالحين ولا تخافن أحدا إلا الله فأنت في حرز وأمان، ففعلت. ثم ادفعه إلى موسى بن جعفر، وكذلك موسى يدفعه إلى من بعده، ثم كذلك أبدا إلى قيام المهدي (1).
وقال (عليه السلام) لنوف الشامي مولاه وهو معه على سطح: يا نوف أنائم أم نبهان؟
فقال: نبهان أرمقك يا أمير المؤمنين. قال: تدري من شيعتي؟ قال: لا والله. قال:
شيعتي إن شهدوا لم يعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن خطبوا لم يزوجوا، وإن مرضوا لم يعادوا. شيعتي من لم يهر هرير الكلب، ولم يطمع طمع الغراب، ولم يسأل الناس وإن مات جوعا، إن رأى مؤمنا أكرمه، وإن رأى فاسقا هجره. شيعتي الذين هم في قبورهم يتزاورون، وفي أموالهم يتواسون، وفي الله يتباذلون، خفيفة أنفسهم، عفيفة قلوبهم.

(1) علل الشرائع: ص 171 باب 135 ح 1.
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»