الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٤٤
اليوم فقد ظاهرت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل اليوم، فأنزل الله فيهما قرآنا:
* (فكان الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) * (1).
قالت حفصة: أعوذ بالله من نكرك.
قالت: كيف يعيذك الله من شري وقد ظلمتيني ميراثي من أمي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وميراثي من أبيك وقد شهدت أنت وصاحبتك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يورث فمنعتمونا ميراثنا ودفعتمونا عن حقنا الذي جعله الله لنا.
وأقبلت النساء على حفصة يلمنها وأمرت حفصة بتخريق الكتاب.
وقال في ذلك سهل بن حنيف:
عذرنا الرجال بحرب الرجال * فما للنساء وما للشعاب أما حسبنا ما ابتلينا به * لك الخير من هتك ذات الحجاب ومخرجها اليوم من بيتها * تعرفها الحوب بنبح الكلاب إلى أن أتانا كتاب لها * فيا قبح الله فحش الكتاب ولما نزل (عليه السلام) بذي قار في قلة من الناس صعد الزبير منبر البصرة وقال:
ألا ألف فارس أو خمسمائة فارس أسيرهم إلى علي لعلي آتيه بياتا أو أصبحه صباحا قبل أن يأتيه مدده من الكوفة. فلم يجبه أحد، فنزل وهو يقول: هذه والله الفتنة التي كنا نتحدث بها.
فقال له مولى: رحمك الله أبا عبد الله تسميها الفتنة ثم تقاتل فيها!
فقال له الزبير: ويحك والله انا لنبصر ولكنا لا نبصر (2). فاسترجع المولى. فلما كان من الليل لحق بعلي (عليه السلام) بذي قار فأخبره الخبر، فضحك (عليه السلام) وقال: اللهم عليك به.
ثم إن طلحة أتى الزبير في منزله وعنده مروان بن الحكم، فقال له: يا أبا عبد الله إن عليا رجل مستخف، وهو لأمرنا محتقر، فلو أصبت ستمائة فارس تلقاه فيهم.
فضحك مروان وطمع فيها، فقال: والله يا أبا محمد لقد استطاب هذا منك،

(١) الجمل: ص ١٤٩ مع اختلاف.
(٢) تاريخ الطبري: ج ٣ ص ٤٩١.
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»