الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٤٣
فأنشأ رفاعة بن شداد البجلي يقول:
أبا موسى أجابك عبد خير * فأنت اليوم كالشاة الربيض فلا حقا تبعت ولا ضلالا * تركت، فأنت تهوي في الحضيض أبا موسى نظرت برأي سوء * يؤول به إلى قلب مريض ونمت فليس تفرق بين خمس * ولا ست ولا سود وبيض وتذكر فتنة شملت وفيها * سقطت وأنت تهوي في الحريض (1) قال: وأقام علي (عليه السلام) بذي قار ينتظر من يقدم عليه، فأشاع طلحة والزبير أنه إنما أقام للذي بلغه من جدنا وعددنا وعدتنا، وتباشروا بذلك، فكتبت عائشة إلى حفصة بنت عمر كتابا هذه نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم، من عائشة بنت أبي بكر زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى حفصة بنت عمر زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، سلام عليك، أما بعد فإني أخبرك أن علي بن أبي طالب نزل بالدقاقة، والله داقه بها، فهو بمنزله الأشقر إن تقدم نحر وإن تأخر عقر والسلام (2).
فلما وصل الكتاب إلى حفصة استفزها الفرح والسرور، فدعت جواريها فأمرتهن أن يغنين ويضربن بالدفوف، فجعلن يغنين ويقلن: شبهت الحميراء عليا في السفر بالفرس الأشقر إن تقدم نحر وإن تأخر عقر. وجعل أبناء الطلقاء وسفهاء العامة يدخلون على حفصة وجواريها يغنين والكتاب يقرأ، فبلغ ذلك أم كلثوم بنت علي (عليه السلام) فقامت ولبست جلبابيها وخرجت في نسوة من حفدتها متنكرات، فدخلن على حفصة وجواريها يغنين والكتاب يقرأ، فأسفرت أم كلثوم عن وجهها فلما رأتها حفصة أخذت الكتاب فحشيته واسترجعت وأمرت جواريها بالكف والخروج عنها.
فقالت أم كلثوم رضي الله عنها: يا حفصة إن كنت تظاهرين علي بن أبي طالب

(1) مصنفات الشيخ المفيد ج 1 ص 250.
(2) مصنفات الشيخ المفيد ج 1 ص 276.
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 ... » »»