الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٣٩
ما فيه من الأموال قالا: وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه فنحن أحق بها منكم يا أهل البصرة، فأخذا ذلك المال. فلما غلب علي (عليه السلام) على البصرة أمر برد تلك الأموال إلى بيت المال. وقال: أصفر وأبيض.
وفي غير رواية أبي الأسود أنه قال: يا صفراء اصفري ويا بيضاء ابيضي وغري غيري.
وفي رواية أخرى، وهي الصحيحة أنه قال: ابيضي واصفري وغري غيري، صلصلي صلصالك لست من أشكالك:
هذا جناي وخياره فيه * إذ كل جان يده إلى فيه وقسم علي (عليه السلام) تلك الأموال كلها على المساكين حتى لم يبق شئ.
وبعث طلحة والزبير إلى الأحنف بن قيس فأتاهما، فقال له: اخلع عليا وبايعنا.
فقال لهما: لا أخلع عليا ولا أبايعكما، ألم آتكما فسألتكما عن عثمان فزعمتما أن الله قتله بذنبه وأقاده بعمله، وسألتكما عن علي فقلتما بايعه فإنه أحق الناس بها اليوم وفيما قبل اليوم. وأنا قد بايعته وبايعه المهاجرون والأنصار.
قالا: بلى قد كان ذلك.
قال الأحنف: فما رد اللبن في الضرع.
وقال عبد الله بن جنادة: أقبلت مع علي (عليه السلام) من المدينة حتى انتهينا إلى الربذة ونزلنا بها، فلما خرج علي (عليه السلام) منها متوجها إلى ذي قار، قلت في نفسي: ألا أمضي مع هذا الرجل القريب القرابة من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الفقيه في دين الله الحسن البلاء لعل الله أن يأجرني، فخرجت معه على غير طمع ولا ديوان، فما سرت يوما واحدا حتى لحق بنا المحاربي فسألته عما جاء به فحدثني أنه جاء به الذي جاء بي.
فقلت له: هل لك في الصحبة والمرافقة؟ قال: نعم، فوالله ما صحبت من الناس أحدا قط كان خير صحبة منه ولا مرافقة، فانتهينا إلى ماء من مياه العرب فعرضت علينا غنم نشتريها، فاشتريت أنا وصاحبي في رجال معنا كبشا سمينا، واشترى طائفة أخرى من تلك الغنم، فوقع لي ولصاحبي كبش ساج، واشترى آخرون من أصحابنا كبشا سمينا.
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»