الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٤٩
حوله أعكاما. فقلنا: يا أمير المؤمنين نحن نكفيك. فقال: والله ما أريد بما ترون إلا وجه الله والدار الآخرة. ثم انصرف وأعطى محمدا الراية وقال: هكذا فاصنع يا بن خولة. فقال له محمد: والله يا أمير المؤمنين ما تأخرت عنهم من جبن ولكن القوم نضحونا بالنبل وعلمت أنهم سيبقون بلا نبل فعندها أحمل عليهم.
وفي رواية أخرى أنه أخذ الراية من محمد بن الحنفية وقال له: نشبت فيك عروق من أمك، ودفعها إلى الحسن بن علي (عليهما السلام)، ثم إن الناس كلموه في محمد بن الحنفية فرد إليه الراية ثم تقدم وهي بيده ومعه أصحابه من المهاجرين والأنصار من أهل المدينة.
وبرز أصحاب الجمل يتقدمهم عبد الرحمن بن عامر بن كريز وقد أحمى أصحابه وحثهم على القتال.
قال محمد بن الحنفية: بينما أنا حامل الراية أسير بين الصفين وآمر أصحابي بالجد والاجتهاد إذ أتاني أمير المؤمنين (عليه السلام) من خلفي فقال: أين مثوى القوم يا بن خولة يعني عددهم. فقلت: هاهنا يا أمير المؤمنين نحو الجمل. فدفع في ظهري وقال: قدم رايتك واحمل عليهم. فحملت وحمل أصحابي معي، فما زلت أطعنهم برمحي وأضربهم بسيفي حتى انقشع الناس من حولي، فانتهيت إلى رجل لأطعنه فلما برزت له بالرمح قال: فأنشدك الله فإني على دين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فعرفت أنه إنما يرد بذلك عن نفسه، فرفعت عنه الرمح حتى نجا، فنظرت فإذا هو محمد بن طلحة.
وخرج محمد بن خلف الخزاعي فأخذ بخطام الجمل ونادى بعلي (عليه السلام)، فبرز إليه وشد علي (عليه السلام) عليه فضربه بذي الفقار ضربة على بيضته ففلق به البيضة والهامة والعنق والصدر حتى وصلت ظبة السيف إلى قربوس سرجه لم ينهنه سلاح ولم تثبت عليه جنة وحمل شريح بن هاني القابصي وعلى مقدمته الحارث بن قيس بن ذي عين على فرس له جواد.
وتقدم عمار بن ياسر (رضي الله عنه) على فرس له ذنوب ويخب عليها أمام الكتيبة،
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»