الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٢٣٩
يا أيها الناس إنه قد بلغني ما يعتمده معاوية وإني أراني قد اقترب أجلي، وكأ ني بكم وقد جهلتم أمري، وإني تارك فيكم ما تركه رسول الله (صلى الله عليه وآله): كتاب الله وعترتي، وهي عترة الهادي إلى النجاة خاتم الأنبياء وسيد النجباء والنبي المصطفى.
يا أيها الناس لعلكم لا تسمعون قائلا يقول مثل قولي بعدي إلا مفتريا، أنا أخو رسول الله، وابن عمه، وسيف نقمته، وعماد نصرته وبأسه وشدته. أنا رحى جهنم الدائرة، وأضراسها الطاحنة. أنا مؤتم النبيين، أنا قابض الأرواح، وبأس الله الذي لا يرده عن القوم المجرمين. أنا مجدل الأبطال، وقاتل الفرسان، ومبير من كفر بالرحمن، وصهر خير الأنام. أنا سيد الأوصياء، ووصي خير الأنبياء. أنا باب مدينة العلم، وخازن علم رسول الله ووارثه. أنا زوج البتول سيدة نساء العالمين، فاطمة التقية الزكية، البرة المهدية، حبيبة حبيب الله وخير بناته، وسلالته، وريحانة رسول الله، سبطاه خير الأسباط، وولدي خير الأولاد، هل أحد ينكر ما أقول؟!
أين مسلمو أهل الكتاب، أنا اسمي في الإنجيل " إليا "، وفي التوراة " بري "، وفي الزبور " أري "، وعند الهند " كبكر "، وعند الروم " بطريسا "، وعند الفرس " جبير "، وعند الترك " تبير " وعند الزنج " حبتر "، وعند الكهنة " بوي " وعند الحبشة " بتريك "، وعند أمي " حيدرة "، وعند ظئري " ميمون "، وعند العرب " علي "، وعند الأرمن " فريق "، وعند أبي " ظهير ".
ألا وإني مخصوص في القرآن بأسماء، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، يقول الله عز وجل: * (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * (1) أنا ذلك الصادق.
وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة، قال الله عز وجل: * (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين) * (2) أنا ذلك المؤذن. وأنا المحسن، يقول الله عز وجل: * (إن الله لمع المحسنين) * (3) وأنا ذو القلب، يقول الله عز وجل: * (إن في ذلك لذكرى لمن كان له

(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»