الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٨٠
ونقلها إلى إصبهان (1).
وبلغ عليا (عليه السلام) أن أخته أم هانئ قد آوت أناسا من بني مخزوم منهم:
الحارث بن هشام وقيس بن السائب، فقصد (عليه السلام) نحو دارها مقنعا بالحديد، فنادى:
اخرجوا من آويتم. فخرجت إليه أم هانئ وهي لا تعرفه فقالت: يا عبد الله أنا أم هانئ بنت عم رسول الله واخت علي بن أبي طالب انصرف عن داري.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أخرجوهم.
فقالت: والله لأشكونك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله). فنزع المغفر عن رأسه فعرفته، فجاءت تشد حتى التزمته فقالت: فديتك حلفت لأشكونك إلى رسول الله. قال لها:
اذهبي فأبري قسمك فإنه بأعلى الوادي.
قالت أم هانئ: فجئت اليه وهو في قبة يغتسل وفاطمة (عليها السلام) تستره، فلما سمع كلامي قال: مرحبا بك يا أم هانئ وأهلا.
قلت: بأبي أنت وأمي أشكو إليك ما لقيت اليوم من علي.
فقال (عليه السلام): قد أجرت من أجرت.
فقالت فاطمة: إنما جئت يا أم هانئ تشكين عليا في أنه أخاف أعداء الله وأعداء رسوله.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد شكر الله لعلي سعيه وأجرت من أجارت أم هانئ لمكانها من علي.
ولما دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) المسجد وجد ثلاثمائة وستين صنما، بعض مشدود ببعض بالرصاص، فقال (عليه السلام) لأمير المؤمنين (عليه السلام): أعطني يا علي كفا من الحصى، فقبض له كفا فناوله، فرماها به وهو يقول: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، فما بقي منها صنم إلا خر لوجهه، ثم أمر بها فأخرجت من المسجد فطرحت وكسرت (2).

(١) المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 209 - 210.
(2) الإرشاد: ص 72.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»