الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٨٥
ثم ضربه فقتله، ومضى في تلك الخيل حتى كسر الأصنام، وعاد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو محاصر أهل الطائف، فلما رآه النبي (صلى الله عليه وآله) كبر للفتح وأخذ بيد علي فخلا به وناجاه طويلا (1).
فروى عبد الرحمن بن سيابة والأخلج جميعا، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما خلا بعلي يوم الطائف أتاه عمر بن الخطاب فقال: أتناجيه دوننا وتخلو به دوننا. فقال: يا عمر أنا ما انتجيته، بل الله انتجاه. قال: فأعرض عمر وهو يقول: هذا كما قلت لنا يوم الحديبية * (لندخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين) * فلم ندخله وصددنا عنه. فناداه النبي (صلى الله عليه وآله): لم أقل لكم إنكم تدخلونه في ذلك (2) العام.
ثم خرج من حصن الطائف نافع بن غيلان بن معتب في خيل من ثقيف، فلقيه أمير المؤمنين (عليه السلام) ببطن وج فقتله وانهزم المشركون، ولحق القوم الرعب، فنزل منهم جماعة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فأسلموا، وكان حصار النبي للطائف بضعة عشر يوما (3).
* * * فصل في ذكر أزواجه (صلى الله عليه وآله) أول نسائه (صلى الله عليه وآله) خديجة بنت خويلد (عليها السلام). تزوجها بمكة، وكانت قبله عند عتيق بن عائد المخزومي، ثم عند أبي هالة زرارة بن بباش الأسيدي.
وروى أحمد البلاذري وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما، والمرتضى في الشافي، وأبو جعفر في التلخيص: أن النبي (صلى الله عليه وآله) تزوج بها وكانت عذراء. ويشيد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار والبدع: أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة بنت خويلد (4).

(١) الإرشاد: ص ٨١.
(٢) في هامش النسخة: هذه (نسخة بدل).
(٣) الإرشاد: ص ٨١.
(٤) المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 159.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»