الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٧٩
فسمعها العباس فقال للنبي (عليه السلام): أما تسمع يا رسول الله ما يقول سعد بن عبادة، وإني لا آمن أن يكون له في قريش صولة.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام): أدرك يا علي سعدا فخذ الراية منه وكن أنت الذي تدخل بها مكة. فأدركه أمير المؤمنين (1) ولم ير رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحدا من المهاجرين والأنصار يصلح لأخذ الراية من سيد الأنصار سوى أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعلم أنه لو رام ذلك غيره لامتنع سعد عليه، وكان في امتناعه فساد التدبير واختلاف الكلمة بين المهاجرين والأنصار (2).
قال أبو هريرة: رأى النبي (عليه السلام) أوباش قريش فأمر الأنصار بحصدهم، فقتلوا منهم جماعة وانهزم الباقون، واستشهد من المسلمين ثلاثة نفر دخلوا من أسفل مكة وأخطأوا الطريق فقتلوا (3).
عن بشير النبال مرفوعا، قال النبي (صلى الله عليه وآله): عند من المفتاح؟ قالوا: عند أم شيبة.
فدعا شيبة فقال له: اذهب إلى أمك فقل لها ترسل بالمفتاح. فقالت: قل له: قتلت مقاتلينا وتريد أن تأخذ منا مكرمتنا. فقال: لترسلن به أو لأقتلنك. فوضعته في يد الغلام، فأخذه ودعا عمرو وقال له: خذ هذا تأويل رؤياي من قبل، ثم قام ففتح الباب وستره، فمن يومئذ يستر، ثم دعا الغلام فبسط رداءه وجعل فيه المفتاح، وقال: رده إلى أمك. وأخذ (صلى الله عليه وآله) بعضادتي الباب ثم قال: لا إله إلا الله أنجز وعده ونصر عبده وأعز جنده وغلب الأحزاب وحده (4).
وكان في مكة ثلاثمائة وستون صنما بعضها مشدود ببعض بالرصاص، فأنفذ أبو سفيان من ليلته منها إلى الحبشة ومنها إلى الهند، فهيئ لها دارا من مغناطيس فتعلقت في الهواء إلى أيام محمود بن سبكتكين، فلما غزاهم أخذها وكسرها

(١) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ٢٠٦ - ٢٠٨.
(٢) الإرشاد: ص ٧١.
(٣) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ٢٠٨ - ٢٠٩.
(٤) المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 209.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»