مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٨٢
هذا العلم الجم (1) الذي لم يجد من يعينه، والعلم المكنون الذي أباحته تقتضي اضطراب (2) سامعيه، ليس علما قد اكتسبه بقراءة ودراسة ولا بمباحثة وتكرار، بل هو علم لدني قذف الله تعالى نوره في قلبه من مشكاة تقواه، وألهمه إياه لما تحلى زهده في متاع دنياه، وقد صرح كتاب الله تعالى وسنة رسوله (ص) بذلك، فقال عز من قائل: * (واتقوا الله ويعلمكم الله) * (3) وقال رسول الله (ص): (من زهد في الدنيا علمه الله [تعالى] (4) بلا تعلم وهداه بلا هداية وجعله بصيرا) (5) وهذا لفظ الحديث فيما رواه الحافظ أبو نعيم بسنده في حليته وقد كان علي (عليه السلام) قد أحكم هذين الدليلين وسلك هذين السبيلين.
أما حصول صفة التقوى له فقد أثبتها رسول الله (ص) بأبلغ الطرق وأعلاها فإنه قال له (ص) يوما: (مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين) (6) هكذا رواه

١ - في نسخة (ع): (فمن بعض أقواله (عليه السلام) في القدر) وما أثبتناه من نسخة (م).
٢ - في نسخة (م): (تقضي باضطراب).
٣ - البقرة ٢: 282.
4 - أثبتناه من المصدر ونسخة (م).
5 - حلية الأولياء 1: 72.
6 - حلية الأولياء 1: 66، وكذا ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق 2: 440 / 949.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»