صفاته (عليه السلام) وهو خير القادرين وقد قذف بحر المحاضرة في أصداف الأسماع من لآليها المنظومة مما استخرجته أيدي القرائح من منائح أقسامها الموهوبة ومواهبها المقسومة ما لفت ليت كل قلب إلى التتام غررها المجلوة واستجلاء وجوهها المكثومة من نظم القائل في البحر الكامل:
من كان قد عرفته مدية دهره * ومرت له أخلاف (1) سم منقع فليعتصم بعرى الدعاء ويبتهل * بإمامة الهادي البطين الأنزع نزعت عن الآثام طرا نفسه * ورعا فمن كالأنزع المتورع وحوى العلوم عن النبي وراثة * فهو البطين بكل علم مودع وهو الوسيلة في النجاة إذ الورى * رجفت قلوبهم لهول المجمع (2) فهذا تلخيص ما ورد في صفته، وزبدة ما قيل في حليته، ومما يستفتح أبواب المسامع، من واردات طلائع البدائع، في معنى صفات البطين الأنزع ما هو ألذ عند السامع، من حصول الغنى للبائس القانع، ووصول الأمن إلى قلب الخائف الخاشع، وهو إنه (عليه السلام) لما اشتمل عليه رسول الله (ص) بتربيته إياه، ومتابعته في هداه، فكان بأوامره ونواهيه يروح ويغتدي، وبشعاره يتجلبب ويرتدي، وباستبصاره في اتباعه يلتم ويهتدي، وعلى الجملة:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه * فكل قرين بالمقارن يقتدي (3) (4).