فحضروا لديه وشرحت له حقيقة القضية، وإن المرأة التي خنثى تحيض وتمنى وتوطأ وتطأ وقد حبلت وأحبلت، وصار الناس متحيري الافهام في (ذلك وفي) (1) إصابة صوابها، مضطربي الأفكار في كيفية جوابها، منتظرين من علوم أمير المؤمنين ما يعلمون به من حكم فصلها وفصل خطابها، فاستدعى (عليه السلام) غلاميه برقا وقنبرا وأمرهما أن يعتبرا أضلاع الخنثى اعتبارا لا يعترضه شك ولا يبقى معه ريب، ويعداها من الجانبين، فإن كانت الأضلاع (متساوية يتبين) (2) في الجانب الأيمن والأيسر فهي امرأة، وإن كانت متفاوتة (3) والأيسر أنقص من الأيمن بضلع فهو رجل، فأدخلا الخنثى إلى مكان كما أمر أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما أماطا عن أضلاعه لباسها وجرداها وأحاطا علما باعتبارها وعداها، وجدا أضلاع الجانب الأيسر تنقص عن الجانب الأيمن بضلع واحد، فشهدا بذلك عنده على الصورة التي شاهداها، فحكم (عليه السلام) بكون الخنثى رجلا وفرق بينهما وقضى ببطلان ذلك العقد (4).
(٧٨)