مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٩٤
عند المصائب، فيالله ماذا منيت به منكم، لقد منيت (1) بصم لا يسمعون وكمه لا يبصرون، وبهم لا يعقلون، أما والله لو أني حين أمرتكم بأمري حملتكم على المكروه مني، فإذا استقمتم هديتم، وإن أبيتم بدأت بكم ولكانت الزلفى (2)، ولكني تراخيت لكم وتوانيت عنكم وتماديتم في غفلتكم، فكنت أنا وأنتم كما قال الأول:
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى * فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد (3) اللهم إن دجلة والفرات نهران أصما أبكمان، فأرسل عليهم ماء بحرك وأنزع منهم ماء نصرك، حبذا إخواني الصالحون! إن دعوا إلى الإسلام قبلوا وقرءوا القرآن فاحكموه، وندبوا إلى الجهاد فطلبوه، فحقيق لهم الثناء الحسن، وآشوقاه إلى تلك الوجوه.
ثم ذرفت عيناه ونزل عن المنبر، وقال (4): إنا لله وإنا إليه راجعون إلى ما

١ - في نسخة (ع) فقد منيته.
٢ - في نسخة (ع): الزاني.
٣ - هذا البيت للشاعر دريد بن الصمة،، انظر: ديوان دريد بن الصمة الجشمي: ٤٧ / ١٦، شرح نهج البلاغة ٢: ٢٠٤، أنساب الأشراف 1: 366، جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري 2: 408 / 1920.
4 - في المصدر زيادة: وقام إليه نافع بن طريف فقال: إنا لله إلى ما صرت إليه يا أمير المؤمنين!
فقال علي: نعم.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»