مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٩٥
صرت إليه، صرت إلى قوم إن أمرتهم (1) خالفوني، وإن اتبعهم تفرقوا عني، جعل الله لي منهم فرجا عاجلا.
ثم دخل منزله فجاء رجل من أصحابه فقال: يا أمير المؤمنين إن الناس قد ندموا على تثبطهم وقعودهم وعلموا أن الحظ في إجابتك لهم، فلو عاودتهم (2) في الخطبة. فلما أصبح من غد دخل المسجد الأعظم ونودي بالناس فاجتمعوا فلما غص المسجد من الناس صعد المنبر وخطب (هذه الخطبة) (3).
فقال (بعد أن حمد الله تعالى) (4): أيها الناس! ألا ترون إلى أطرافكم قد انتقضت، وإلى بلادكم تغزى وأنتم ذوو عدد جم وشوكة شديدة؟ فما بالكم اليوم لله أبوكم من أين تؤتون ومن أين تسخرون وأنى تؤفكون، انتبهوا رحمكم الله وتحركوا لحرب عدوكم، فقد أبدت الرغوة عن الصريح لذي عينين، وقد أضاء الصبح لذي عشا، فاسمعوا قولي هداكم الله إذا قلت، وأطيعوا أمري إذا أمرت، فوالله لئن أطعتموني لن تغووا، وإن عصيتموني لن (5) ترشدوا، خذوا للحرب أهبتها وأعدوا لها عدتها (6) وأجمعوا لها، فقد شبت وأوقدت نارها، وتحرك لكم

1 - في نسخة (ع): أمر لهم.
2 - في نسخة (ع): فعادوهم في الخطية.
3 - في نسخة (ع): إجابة للرجل الذي سأله.
4 - في نسخة (ع): أما بعد حمدا لله تعالى.
5 - في نسخة (م): لم.
6 - في نسخة (ع): مددتها.
(٢٩٥)
مفاتيح البحث: السجود (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»